الجنسوية أصل قسم تكافؤ الفرص في وزارة التربية والتعليم ومشروع القرائية
(1)
إن الغرب من قديمٍ يركز في موضوع المرأة المسلمة أو المرأة غير الغربية، وهو يطمح إلى صوغها على صيغة المرأة الغربية، وقد وُجدت تطبيقات لهذا الأمر يعبر عنها بـ"الجنسوية"؛ فما الجنسوية؟
الجنسوية لغة مصدر صناعي مكون من: الجنس بمعنى النوع الذكر والأنثى+ واو فارقة بين كلمة الجنسية المعهودة، وهذه الكلمة المخترعة للدلالة على المعنى الذي سيذكر لاحقا+ اللاحقة الصرفية للمصدر الصناعي التي هي ياء النسب المشددة والتاء التي تحول الكلمة من وصف بعد وجود ياء النسب إلى اسم.
هذا عنها في اللغة صرفا، فماذا عنها اصطلاحا؟
يقول عنها الدكتور حسن شحاتة في كتابه "أساسيات التدريس الفعال" ص 196-197: (قامت اليونسكو بسلسلة من الدراسات من أجل استخلاص فكرة عامة عن التمييز الجنسوي في الكتب المدرسية وأدب الأطفال في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في النرويج وفرنسا وأوكرانيا وأوروبا والباسفيك وبعض الدول العربية، وقد اعتمدت هذه الدراسات على لائحة بالنماذج الجنسوية تتضمن: المحتوى ويشمل النصوص والصور، والنماذج وتشمل الأدوار العائلية والمدرسية، والصفات الشخصية، وأدوارا في العمل. وتوصلت هذه الدراسات إلى وجود الكثير من الأنماط الجنسوية في الكتب المدرسية؛ فقد انتهت الدراسة العربية إلى أن هناك نظرة تقليدية عامة نحو المرأة حيث تستمد النساء مكانتهن من الزواج والأمومة.
وقام قسم المساواة في فرص التعليم أمام الفتيات والنساء التابع لمنظمة اليونسكو في سنة 1981م بتحليل 79 كتابا للقراءة من مجموعة الكتب المدرسية العربية ... ِشملت كتب القراءة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في كل من لبنان ومصر وتونس والعربية السعودية واليمن وقطر والكويت. وقد اقتصر التحليل على الأدوار النسائية والهوية والصفات الأدوار النسائية ووظائف النساء، ولم يمتد التحليل إلى الجوانب اللغوية أو الرسوم الإيضاحية).
وقام هو بأبحاث استعرض فيها المناهج وحللها ليرى أتغلب المرأة الذكور في أسماء الإشارة والضمائر والأسماء الموصولة والأعلام و...؟ أم لا؟
(2)
ومن يقرأ القرار الوزاري رقم354 بتاريخ 12/9/2012م يرى أن الجنسوية تحولت فيه إلى "النوع الاجتماعي"، ويعلم أن هذا القسم (قسم المساواة في فرص التعليم أمام الفتيات والنساء التابع لمنظمة اليونسكو) هو الداعم لإنشاء وحدة تكافؤ الفرص في وزارة التربية والتعليم المصرية 2012م لا سيما أنه منبع التربية الدولية التي تحدثت عنها في مقال سابق عنوانه (التربية الدولية .. سيف في يد صانعيها يؤكد تبعيتنا).
كيف؟
أصدر الأستاذ الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم القرار الوزاري رقم354 بتاريخ 12/9/2012م متضمنا إنشاء وحدة تكافؤ الفرص، تختص بالآتي:
1- العمل على نشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان وخاصة مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وذلك من خلال المناهج التعليمية والوسائل التطبيقية والعملية بالتعاون مع الإدارات المعنية.
2- حصر مشكلات العاملين نتيجة للتمييز بسبب الجنس أو الأصل أو الدين أو العقيدة أو المكانة الاجتماعية أو الآراء السياسية أو الثقافية أو السن أو الظروف الصحية أو غيرها، ودراستها واقتراح الحلول لها.
3- العمل على حصول المرأة على حقوقها في مجالات الترقي والبرامج الاجتماعية والتدريبية والترفيهية والتثقيفية.
4- توثيق البيانات والمعلومات والدراسات والبحوث التي تعكس واقع المرأة العاملة بالوزارة وتحديد احتياجاتها.
5- عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية والبحثية في الموضوعات التي تخص الوحدة.
6- إصدار النشرات والمطويات لتغطية موضوعات مجال عمل الوحدة.
7- تقوية ودعم دور المرأة في مجالس الأمناء بالمدارس والإدارات والمديريات التعليمة. 8- التعاون مع مكتب شكاوى المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة لحل المشاكل التي تواجه المرأة العاملة.
9- إنشاء موقع لوحدة تكافؤ الفرص على الإنترنت.
وبعد صدور القرار حددت الأهداف التفصيلية على النحو الآتي:
1- تأكيد تكافؤ الفرص بين العاملين في مجالات العمل.
2- العدالة في التعامل وتوزيع المهام بين الجنسين.
3- نشر المفاهيم الخاصة بالنوع الإجتماعى بين العاملين بالديوان العام.
4- القيام بدور محفز ومدعم للإدارات والأقسام بتضمين قضايا النوع ومفاهيم النوع الإجتماعى في ممارسات واستراتيجيات العملية التعليمية.
5- التنسيق مع الإدارات والأقسام لتوفير المعلومات والبيانات الخاصة بالعاملين مصنفة حسب النوع الاجتماعى.
6- إجراء البحوث العلمية /العملية الخاصة بعلاقة النوع الإجتماعى بالتنمية والتعليم.
7- التوعية بالحقوق والواجبات ورفع مهارات العاملين عن طريق التنمية المهنية المستدامة.
8- رصد الفجوات وتحديد الاحتياجات المختلفة للجنسين والعمل على تلبيتها.
9- تحديد آليات التواصل مع العاملين في مجال التربية والتعليم ( النشرات – البريد الإلكتروني – اللقاءات).
10- تحديد مشكلات العمل والتواصل مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير بيئة ايجابية.
وبدأ التنفيذ بهذا الخطاب الذي أصدره الدكتور عبد الله عمارة رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير: تووصل مع السادة مديرى المديريات التعليمية بالمحافظات بشأن إنشاء وحدات لتكافؤ الفرص بالإدارات والمديريات التعليمية من خلال الفاكس على النحو الآتي:
السيد الأستاذ/ مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
إيماءً إلى القرار الوزاري رقم 354 بتاريخ 12/9/2012م بشأن إنشاء وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام الوزارة التي من مهامها العمل على نشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان وخاصة مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص من خلال المناهج التعليمية والوسائل التطبيقية والعملية بالتعاون مع الإدارات المعنية ( مرفق صورة القرار).
وبناءً على تعليمات السيد الأستاذ الدكتور الوزير في هذا الشأن حيث عرضت على سيادته مذكرة بشأن التوجيه لإنشاء وحدات مماثلة بالمديريات والإدارات التعليمية، تعمل على تحقيق الأهداف السابق ذكرها.
لذا برجاء التكرم باتخاذ اللازم نحو إنشاء هذه الوحدات، مع التفضل بموافاة وحدة تكافؤ الفرص بديوان الوزارة العام ببيانات القائمين على تلك الوحدات، وكذلك إنجازات الوحدات القائمة بالفعل خلال الفترة الماضية.
وتفضلوا بقبول وافر التحية،،
(3)
هذا بالنسبة إلى وحدت تكافؤ الفرص، فماذا عن القرائية؟
في مقال (القرائية والتعلم النشط والبرمجة اللغوية العصبية والتربية الدولية) المنشور في 7/5/2015م قلت: (ولعل هذا التغيير المستهدف بهذه البرامج الثابتة المحددة يجعلنا نقف عند انطلاق تلك الدعوة القرائية واستراتيجيتها من مشروع "تحسين الأداء التعليمي للبنات"، ونسأل: لماذا البنات فقط؟ لماذا لا يكون الأمر "تحسين الأداء التعليمي لكل المتسربين من التعليم ذكورا وإناثا؟
يبدو أن هذا الأمر يردنا إلى ما نعرفه عن أن الغرب منذ القديم يرى في المرأة وبرمجتها على وفق نموذجه أداة من أدوات تحكمه في البلاد الإسلامية والشرقية، وقد زادت الوسائل بثورة الاتصالات التي جعلت من الكون حجرة صغيرة؛ مما أفرز النظرة الجديدة التي ترمي إلى إعداد المواطن العالمي وليس الوطني المحلي؛ فهناك المقررات العالمية، وهناك المدارس الدولية و... إلخ. ومن يسيطر على العالم سيكون هو المستفيد من ذلك، ويكون تنميته لنا من قبيل تنمية الجزار ذبيحته كي تفيده عند ذبحها، لا من رحمته بها، أو إرادة الخير فقط).
وما زال مشروع "تحسين الأداء التعليمي للبنات" هو المتبني لجديد القرائية كما ورد في مقدمة (نماذج استرشادية لأنشطة تدريس مهارات القراءة .. للصفوف الثلاثة الأولى .. الطلاقة والفهم 2015م)، وكما يرد في غيره من الأدلة الإرشادية من النص على الحرص على أن تكون المرأة جالسة في أماكن بارزة، وأن يُفعّل دورها.
وسوم: العدد 746