قتلى مسجد الروضة في مدينة العريش شهداء في الجنة
قتلى مسجد الروضة في مدينة العريش شهداء في الجنة أحياء عند ربهم يرزقون ونعم النعيم وقاتلهم شقي مخلد في نار جهنم وبئس المصير
إنه لمصاب جلل أن يقتل مسلمون وهم يستمعون الذكر في بيت الله عز وجل ساعة الجمعة وهي خير أيام الله عز وجل ، ولكن مقابل هذا المصاب الجلل كانت جائزة الشهادة في سبيل الله من نصيب هؤلاء القتلى بمسجد الروضة في مدينة العريش المصرية. فأقصى ما كان سيسأل هؤلاء القتلى ربهم في دعائهم ساعة الجمعة الموت شهداء، والجنة جزاء ، وقد عاجلهم الله بما سألوا شهادة سيظلون بها عند ربهم أحياء يرزقون في جنة الخلد التي وعد المتقون ، وهم فرحون بما آتاهم ربهم من فضله ، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من مكلومين، ومروعين ،ومفجوعين ، ومنكوبين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ومقابل هذه المنحة الإلهية العظيمة يا ويل ويا خسارة ويا شقاء الشقي الذي أغضب جبارالسماوات والأرض ساعة الجمعة في بيته ، ولم يرع لبيته ولا لضيوفه حرمة ،وقد حرم الله عز وجل دماء عباده المؤمنين ، وجعل زوال الدنيا عنده أهون من قتل موحد واحد يوحد الله رب العالمين . ولقد توعد جبار السماوات والأرض من يقتل مؤمنا متعمدا وعيدا شديدا ،فقال جل شأنه : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )).
لقد أمسى شهداء مسجد الروضة بالعريش يوم الجمعة في نعيم مقيم أبد الآبدين ، بينما باء قاتلهم بلعنة وغضب من الله عز وجل ،و في انتظاره جهنم مخلدا فيها أبد الآبدين.
فمن يكون هذا الشقي الذي طوعت له نفسه الشريرة الخبيثة أن يتجاسر على الله عز وجل وعلى ضيوفه في بيته وهم في حرزه وكنفه ساعة الجمعة وملائكته الكرام شهود على ذلك ؟ ومن هذا الشقي الذي سولت له نفسه الدنيئة أن يكون سببا في اهتزاز عرش جبار السماوات والأرض ساعة الجمعة ؟
اللهم إنك تعلم من هو هذا الشقي وأنت علام الغيوب ، ولن يعجزك هربا ، ولا تمويها عما اقترف يداه ، فعجل اللهم غضبك ولعنة عليه ،وعجل اللهم قبض روحه الخبيثة شر قبض ، واجعله اللهم عبرة كما جعلت من قبل فرعون عبرة للعالمين، فإن السفاح يظن أنه يستطيع أن يوهم عبادك المؤمنين بأنه ذو مكر وبطش شديدين ، وهو لا يدري أنه قد مكر، وبطش ، وستمكر به وأنت خير الماكرين ، وأنك ستبطش به ، وبطشك يا رب هو الشديد ، وأنك تبدىء وتعيد ، وأنك ذو العرش المجيد والفعال لما تريد .
اللهم إن عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها قد فجعوا بقتل إخوانهم وهم في بيتك الروضة ،فأرهم اللهم عجائب قوتك في الشقي الذي أفجعهم ، وأوجعهم ،وآلمهم ،وأبكاهم ،وأثكل حرائرهم ، ويتّم صبيتهم .
اللهم ارحم برحمتك الواسعة شهداء بيتك الروضة ، وألهم اللهم أهلهم وذويهم وكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الصبر والسلوان، وأعظم اللهم أجرهم أجمعين، إنك سميع قريب مجيب .وصل اللهم وسلم على حبيبك المصطفى واجمع شهداء الروضة به على الحوض ، واسقهم اللهم شربة ماء من يد الشريفة لا يظمئون بعدها أبدا ، وألحقنا اللهم بهم شهداء مسلمين مؤمنين محسنين لا مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .
وسوم: العدد 748