عذوبة وصلاة وقناديل
(1)
ارمِ نفسك داخل القنديل
واخترق لظى النّور واحترق
غِب وأنت حاضر
واحضر وأنت غائب
تمثّل بالجسد حين ينغمس في أبعاد التّراب
واحذُ حذو الرّوح الغارق في الجهات السّبع
الحقيقة أن تعشى
لا أن ترى
أن تتجاهل الرّماد وتتسلّق حبال الصّلى
تبلغ قمماً يشعلها الماء
(2)
أَطفئ الشّمس لنرحل
ونلتقي
قبل أن تتمرّدَ الطّرقات وتثور الأمكنة
قبل أن يعيَ الزّمن قسوة الجمال، فيهجر ذاته ويلحق بنا
اللّيل ملاذ الرّاحلين
الظّلمة سراج الخطى نحو النّور حيث لا
نرى، نبصر. نهتدي. نعاين. نقرع حتّى يُفتح لنا.
وإذا بالوجه الّذي لا نعرف المجد لولاه
يبتسم ويعانق يقظة الكمال
(3)
إذا رأيتَ حسنَهُ مع الفجر بازغاً
تأدّبَ الحسُّ، تنقّى النّظر
وإذا هَمَّت روحُك تطرقُ أبواب الجمال
رَتَّلَ جبينُه ترانيم تسنيمٍ
يجري فوق يديه
يوقظُ في ضمير العشقِ
غبطةً
تكشفُ اللّغةُ بعضها
وتموت.
(4)
بين بحر وسماء
يلتفّ على نفسه
يتكوّر في ركن الحلم
ويفيض
كنور الصّباح الخجول
عذوبته صباح آخر
ذاك الّذي يليه مساء أنشودة الخلق الأولى، قبل أن مسّت يد الله التّراب، بعد أن
امتزجت أنفاسه بالحَسَنِ جدّاً
أُصغي إلى تطوافه حول النّجوم
أُنصتُ إلى قلبه المتجذّر في الأثير
المعلّق
بين بحر وسماء
وسوم: العدد 787