غريب أنت بيننا يا أبي ..
أنت ..
يا أنت ..
يا أبي
أنت الضياء رحلت
من ذلك البياض في الفجر
كم من الصبر حملت ؟
ويوم رحيل أمي
رأيتك وهامتك الشامخة انثنيت
وبالحزن على الفراق
رسمت
فرحيلها يا أبي
هو القسوة هو جفاؤها
وكلا الأمريّن لوحدك
تلقيت
كانت لك في العين قربة
حين بدأت
و منها وفي صوتها
الصاحب بالأنس ندبة
وقد غاب فجأة من الدنيا
من بعد أن تمنيت ..
وتفانيت
ببعدها زاد الجفاء
فهل للعين من بعدها مؤنس
غير العبرات نبعاً من الدمع
ذرفت
أنت
يا أنت
يا أبي ..
هلّا أخبرتني
كيف ومن يومها و بالأربعين
مضيت
كيف وفأسها القاهر يهدم
سنين الوحدة..
غريب أنت بيننا يا أبي ..
بقيت
كنا نلهو بقربك وبعينك
أبقيتنا في مائها قرة
وقلبك اليتيم يلهو بحزنه
لا نديم بشأن يشاوره
ولا لحظة شوق عين
تطارفه ..
تركت فينا الكثير والكثير يا أبي
وبالقليل القليل ..
هو عطاؤنا به فرحت
فهل ذاك الذي هو منّا ..
فقط حظيت ؟
أو ذاك الذي استقر
بنفسك هو الذي
حمدت الله عليه ورضيت
أنت .. يا أنت
يا أبي
هل لي كفل ..
من ذاك الذي ظل بالرضا
رطب يسكن فؤادك
فضمرته وربك ..
توسلت به وناجيت
هل لي بصبر من صبرك
أنت يا أبي
وإدبارالدنيا أقبل
غريباً يجرّ غنائمه
ولا مودعاً لعمري ..
رأيت
كلاّ ..فمالي بحيرة
من ضيافته ..لَبّيت
ولا متأففاً من صحبته
شقيت
أراه متأبطاً دعوته
منذراً بين ديار
لاخيار لي فيها ..
إن فررت منه سواء
تمهلت أوتأنيت ..
أنت .. أنت في ّ الوجد
يا أبي ....
وفي دوحتها ماخلا فيها
إلا هي و أنت
لاخيال ولا مثال ..
في الحُسن والرءيا
ما افتخرت بغيركما ولا جنيت
وفي عمري غدو وترحال
غير الحزن عليكما والبكاء
في كل نفسي ما صد حت ..
وما أخفيت
كتبت لك كل حروفي
ولأمي فيها شوقاً
يسقي كل جداولها ..
فهل لك يا أبي
أن تدني لها من قطوفها
طيّبة كطيب معشرها
عبقة فوّاحة
كالعطر المتلازم بإسمها
عليا وما العلياء منه داني
وأنت الذي خُفّضَ لإسمك
أحمد ..
جناح الذل من الرحمة
كُتبَت
والفرار يوم اللقا منفذنا
والشفاعة ب (أحمد ) يومئذ
أرتُجيَت
فسبحان الذي كتب اللوح
في العلا وفيه السرّ
لك أنت العلي حُمّدّت
وسُبّحت
أنت خالقهمها فارحمهما
تباركت ربي وتعاليت
وسوم: العدد 826