السناء والبهاء
من شدة غيظي رفعت يومًا مكنسة
في وجه أختي ،
وأنا الصبورة
المكفية خيرها وشرها ...
أما عصا المكنسة فقد كانت لئيمة
لطفًا ،
أنها لو تنطق لنشرت النميمة...
نعم رفعتها
وطرفتُ وجه أختي
في منطقة ما فوق الخد،
قالت وهي تصرخ
آآخ عيني..
هل طفقت عينها ؟
المكنسة ليست ماهرة،
لا في دغدغة
ولا هي كريمة،
إلّا في جمع غبار المسطبة ..
قلت في نفسي "هي أغاظتني "
بيدي مكنسة عمياء ،
وما بيننا علاقة حميمة.
لكنها أغاظتني
لقد طرفتها وأصبحت هالة زرقاء
تُتَوِجُ عينها..
المكياج ممنوع
وأمي عليَّنا قاسية
لن تسمح لنا بأن نضع مكياجًا
حتى دون مناسبة،
لا فوق العين ولا على شفتين..
هذه المرة مجبر أخاك لا بطل،
عنّي لم أستعمل جواربها
ولا جلستُ أستعمل مكتبتها..
تلوّن وجهها
بمجرد أنها حاولت أن تغيظني
أبي كان معجزة
وما زال
لم يتوعدني بعقاب
رغم أنها شكتني...
وإن أخطأتُ كنت عنده بمثابة ملاك..
هل تعلمون ماذا كانت الجريمة
كانت تُغني "
موطني موطني الجمال والجلال
والسناء والبهاء"
موطني موطني
قصيدة لم تكن تحمل اسمي..
-كُفِّي عن هذا
-لا
_اسمك ليس موجودًااااا
وتتغير ملامح وجهها
برفع الحاجب
ودفش اللسان إلى الخارج
...
كلّما حاولت أن تغيظني
تذكرت،
امتنعت،
وألقت عليّ القصيدة
سئمت منها
ربما إعتدتها
وهي السناء والبهاء...
وبقي ما بيننا صداقة حميمة
ودخل اسمينا القصيدة...