على حدود الغرباء

إلى روح محمود درويش أينما رفرفت

تعبت من المشي يا أمي

تعبت من النزوح

تعبت من الصراخ

والجوع والقهر

كرهت أصوات القصف

والدمار والقتل والخراب

وحصار ذوي القربى يا أمي

كحصار التتار للعراق

أشد مضاضة على النفس

وأشد إيلاما من حصار العدو

ما ذنبي أمي

إن ولدت فلسطينيا

عاشقا لحرية وطني

ولتراب قريتي وبلدي؟

فلماذا يقصفون بيوتنا

ويكسرون أغصان أشجارنا

ويحرقون كالتتر أحلامنا؟

ما ذنبي أمي

إن كنت عاشقا لليمام

ولأغصان الزيتون

وللحمام

لتشردني القنابل

على حدود الغرباء؟

ما ذنبي أمي

إن حملني اليم خفيفا شفيفا

من النيل للفرات

لكي أكون حجة على قومي؟

دليني أمي على صباي

وأزهاري

وحقلي

وطفولتي

لأسترجع ذاكرتي وأحلامي

وشرفة بيتنا المطلة على البحر

وازرعي في روحي

إن مت تحت القصف

غصن زيتون

وبياض زهر التفاح

لعل الحمام يحط عليه مرة اخرى

لعل الفراش يعود إليه تارة أخرى

واذكريني أمي كلما زرت بلدتنا

وبيتنا وأهلنا وأشجارنا

وبلغي سلامي وحنيني

لأقراني وهم يلعبون تحت القصف

ذكريهم أمي بشغبي

وجنوني بالنوارس

وعشقي للشعر

وشغفي بسماء غزة

وزرقة البحر

وسوم: العدد 1088