وجع الحروف
عبد الزهرة لازم شباري
مسكت ذراعي ومرغت شعرها
في حنايا الضلوع ،
وراحت تتوارى في عتمة
البياض ،
وسمرت دموعها فوق
ناصية اليباب ،
وحدها دونت فراديس شعري
بعتمة الحروف ..
واصطخاب الوجع ..
وزرقة السحاب ،
كلما مررت بشذى الأريج
وعطر النخيل ْ ،
تناهى النبض من فوقي ومن تحتي
وأسملتني حروف قصيدتي
إلى شاطئ العشق ..
وصحراء اصطخاب الأسى
ووجد الأصيل ْ ،
الليل ..
الليل وحده دثرني بعبق المدى
وعطر السنين ..
وعتمة الضياع ْ ،
وساومني يا الله لهفي ..
ما أشد ما ساومني !
وأنا التائه :
في صحراء مدامعي
أستجمع عطشي وبؤسي ،
أتراك تحبها ؟
نعم إنك تحبها !
أنىَ وعطر النخيل أدمى الفؤاد ،
ومادت يديك سفوح
الوهاد ْ ،
وما زلت وحدك أسير الغيوم
تباري النسور تباري القدر ْ !
وهذا السهوب سهوب
المطر ْ ،
حقاً إنك تحبها ،
ففي صحرائك ألف عتاب
يطل من قيثارة ليلك البهيم ،
ويكسر باب القصيد ْ ـ
فأين خيول الظلام
وأين النشيد ،
لك أمري
مودتي وهذا الشجر ْ ،
لعل بشجوي وصمتي
أبوح المرايا ،
وهمسي بليلي
بقايا الحنين ْ ،
وزادي إليها خرير النهر ْ ،
دعيني أوسد هذا الذراع
تحت المغيب ْ ،
ونار إشتعالي دليل اللهيب ْ ،
لعل اصطخاب المغيب
يجاري الضجر ْ !!
ويسمو صموتاً كدمع العبر ْ،
فتلك الدموع
كثوب الحبيب ْ !!
وحب افتخاري كشمس
الجنوب ْ !!