شُرْفةٌ تطِلُ على البَحْر
شُرْفةٌ تطِلُ على البَحْر
رافع خيري حلبي
دالية الكرمل بلد النور – حيفا
شُرْفة ٌ تطِلُ على البَحْر
وكأن البَحْرَ بَابُ السَّماءْ
وَعَكا تغازلُ الكرمل
كي يُسْمَعَ الدُّعاءْ . . .
عكا التي ما مَرَّتْ فوْقَ أسْوارها
خيولُ الغرباءْ . . .
وعادوا من حيثُ أتوْ
وَمَا تمَّ اللقاءْ . . .
وَخط َّ الزَّمَنُ حُروفَ التاريخ
الذي كتِبَ بدِمَاءِ الأبْريَاءْ
مَجدٌ عريقٌ نبْحثُ عنهُ
لكنهُ مَات على دٌرُوبِ الأصْدِقاءْ
مِنهُمْ مَنْ فرَّ هارباً
وَمِنهُمْ مَنْ ترَكَ السِّلاحَ وَلاذ َ للأوْفِيَاءْ
وَجندٌ ما عَرفوا . . .
وُجوهُ الفقراءْ
وَلا أطالوا الحَديثَ مَعَ الأصْدِقاءْ
فكانَ المَوْتُ أقربُ
مِنْ لمْسَةِ الأحِبَاءْ
وَرَعْشَة ُ القلبُ المفدَّى
الذِي مَا عَرفَ الهَناءْ . . .
* * *
غازلت عكا الكرمل
ومياه البحر تشهد ذاك الفداء
فكان للكرمل رفاق من بهاء
وفتِحَ باب السماء للدعاء
فوقف على الطرقات
جند السلطان
جند آل – عثمان
وقطعوا السبيل للدعاء وحل البلاء
قطعوا الطريق للسماءْ . . .
وأقاموا في الأرض كرماً
على حساب الفقراء . . .
وآلموا في حكمهم قسوة
كل وجوه الضعفاءْ . . .
شيدوا البنايات
وأقاموا الأسوار
حفروا في كهوف الأجداد
وأطالوا البقاءْ . . .
نشروا في أرضنا ظلماً
وفساداً لا يطاق . . .
قتلوا في دفاعهم الأقرباء
وأعدموا بحبالهم
شيوخاً أجلاءْ . . .
فما عمروا حتى جاءهم منذ قرن
من أذاقهم الهزيمة والانكسار . . .