وتبدّت تُقرئُني السَّواد..!
وتبدّت تُقرئُني السَّواد..!
سمر مطير البستنجي
أنا والليل الأرعنُ مَحض اصطِبار.. ووحدة حاتميّة تمنحني منها خَصاصة ....وقهوتي ؛وهي.!
من عتمة البُنّ الحَزين تسلّلت تُقرئني الوداد.. غير أن الود ما عاد يعنيني؛ ما عاد..
قارئة الروح عُذيرُكِ... فما عدت من المؤلفة قلوبهم معكِ على الوداد...فأنا المَمسوس بالضيق، وزادي الهمّ والعَتاد...فأنّي لي بالهناء ومطارق الأحداث قد عاثت رجما بالديِّار وبالعباد؟!
وفي الشحيح من وِصال الوقت بيننا....!راحت تُحملق بإشفاق في الفنجان، تُقلّب وتُتمتم وتقلّب وتُعيد، ولا جدوى..!فكل شيء دخان في دخان ورماد في رماد.
تناولت كفّي تنظر في الخطوط.. تنظر وتُعيد وتُتمتم وتُعيد.. حتى نطقت المراد..وتَبَدَتْ تُقرئني السَّواد:
يا ولدي:
منذ ألفٍ وأنا أقرأ الفال والمَستور..
غير أني أراني في تَلعثمٍ ونفور..
في كفّ وقتكم خطوط لستُ أعرفها..
هذا درب مُبهم، وهذا مغلق..وذاك طريق محفور .
الى اليمين منه نفق ..
ومن ذات الشمال جسر مبتور...
فلا التقاء تبدّى...بل نفور في نفور...
والأعظمُ يا ولدي مَستور..!
فدَعني أبوح بالمعلوم وبالمخبور..
الوقت يَفور..!
ولا شيء يُنبئ بالسرور.
وإمامكم يا ولدي مأمورٌ مأجور....
والحكم يَجور، والعزم يَخور..
وعدالتكُم..!
تسكُن في قبرٍ مهجور..
وحارسها الأشقر ليس يُقهر أو يَبور...
من حاول فَكّ جدائلها يا ولدي مَقهور مَغدور ...
وخباءُ عباءتها مثقوبٌ ..
يسِحّ بالدِّماء وبالنُذور...
ولا شيء في الديار غير الدَّمار والرِّياء..والثُبور.
لهفي عليكم يا ولدّي..!
الدِّماء تَفور....
والوقت مشؤومٌ قَمطرير عَبوس...
والطَّيرُ تَنقرُ في الرؤوس ،،
ودمكم... شراب أرباب الكؤوس..
وخطاياكم يا ولدي..!
قد حان وقتها للحصاد..
وبركات الصمت قد آتت أكلها..
نذور..نذور..نذور..نذور
والخرائب من حولكم تسعى ..تدور
والوقت من دماء،وغيثكم دماء
وجوعكم ينادي.....
دماء..دماء..
غيث من دماء..
و ملك الموت من حولكم يدور...
قد جاء يتمم مراسيم الحصاد..
فاستنفروا..!
ما عاد في وقتكم وقت للرقاد؛
فلقد حصحصت الآثام....
وعليكم دمدمت الذنوب
فحيّ على قطف الرؤوس...
حيّ على قطف الرؤوس التي؛
ما وَفَت يوما بالعهود وبالنذور..
الموت الأحمر يا ولدي قادم..
وبركان الدماء يغلي ويفور
يَبطش ولا يبطشون..
والوقت مشكاة بزيت الخيانة يشتعل..
وبالحبائل والظنون..
وأنتم..! قربان الصداقة والسُفور..
من ابعد شريان الوقت حتى اخصمه دماء..
واليوم بألف مما تَعُدّون....
ما انفكّ في شَبقٍ ينادي :
دماء دماء.....وآآآآدماءءءاه..
وعقارب الساعة تتكاثر في جنون
ونسلها... !
جثة تتبعها جثة، ومخطط يتلوه مخطط...
وخيبات تتلوها خيبات....
والناجي من جيل خطيئتكم يا ولدي
مشوّه مطموس ..مبتور.
وتابعت تتلو المخبأ والمكنون..
يا ولدي...
طارقه المهالك تُنذركم...
فلقد قامت قيامتكم ..فاستعدّوا للنشور
وخيول الوقت مسرجة تدور،
فلا يغرنّكم بالله الغرور..
ولا يغرنّكم أن المجد كان لكم..
وكل هاتيك الفتوحات...
فالكل مات،،الكل مات
والموت آت..الموت آت
فلتقرؤوا على أرواحكم آيات النجاة .. ؟
فما عاد في وقتكم متسع للحياة
ما عاد في وقتكم متسع للحياة
فاستعدّوا للنشور...ا
قد حان الوقت للنفور.
نفورٌ نفور
نشورٌ نشور.
وقبل تمام الساعة الأخيرة من الختام وبضع دقائق من الشلل بقليل..غادرت وبلا وداع...تُتمتم بالفناء وتُنذر بالشتات..فما عاد بالمقدور تَغيير الرؤى...فالوقت فات الوقت فات.
ناديتها وعين الله ترقبني ويملؤني الثبات..أن تبّت يداكِ وسحقا لطارقة الهلاك..فالله أدرى باليقين ..الله أدرى باليقين،،
فأفّ قارئة الشتات.
افّ لقارئة الشتات.