عيدُ القَتلِ السَعيدْ
عيدُ القَتلِ السَعيدْ
طريف يوسف آغا
يُدَمَّرُ الوطنُ ولايُترَكُ حَجَرٌ على حَجَرْ
لايُترَكُ بيتٌ ولاجامِعٌ ولادَيرْ
يَطالُ الحِقدُ الانسانَ والحيوانْ
ولايُوَفَّرُ مَخلوقٌ يَمشي ولاطَيرْ
وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:
كُلُّ عامٍ وأنتُمْ بِخَيرْ
***
كيفَ تشعرُ إذا الكُلُّ خانَكْ؟
وإذا غَدَرَ بِكَ حتى جارَكْ؟
مابَقِيَ أحدٌ إلا وكَذَبَ علينا
مابَقِيَ أحدٌ إلا وبقَتلِنا شارَكْ
وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:
عيدُكُمْ مُبارَكْ
***
مَلابِسُ العيدِ صارَتْ الأكفانْ
والزُوارُ اقتصَروا على الجزّارينْ
المجالِسُ باتَتْ مجالِسَ الأحزانْ
والأحاديثُ ماعادَتْ إلا عَنِ السَفّاحينْ
وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:
كُلُّ سَنَةٍ وأنتُمْ طَيبينْ
***
مابَقِيَ شِبرٌ مِنَ الوَطَنِ
إلا وأصبَحَ سُكّانُهُ لاجِئينْ
ومابَقيَتْ أسرَةٌ مِنَ الشَعبِ
إلا وفيها واحِدٌ مِنَ المَفقودينْ
وهُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:
كُلُّ سَنَةٍ وأنتُمْ سالِمينْ
***
مِنْ بَعدِ أنْ تَعودنا مُشاهَدَةَ
المَذبوحِ والمَحروقِ والمُقَطَّعِ والقَعيدْ
وأسمَعَنا الكِبارُ والصِغارُ
كُلَّ عِباراتِ التَهديدِ والوَعيدْ
هُناكَ مَنْ يَقولُ لنا:
عيدُكُمْ سَعيدْ
***
لِمَنْ يُدَمِّرونَ الوَطَنَ أقولُ:
آتونَ إليَكُمْ بالنارِ والحَديدْ
ولِمَنْ يُساعِدونَهُمْ بِقَتلِنا أقولُ:
انتظِرونا، فَما عادَ فَجرُنا بِبَعيدْ
ولِمَنْ يُريدونَ مُعايَدَتنا أقولُ:
عيدُ سورِيَةَ حينَ نَثأرُ لِلشَهيدْ