كلّ الحُبّ في حَبّها، أرضي طُولُ يومها
كلّ الحُبّ في حَبّها، أرضي طُولُ يومها...
حمّودان عبد الواحد
كاتب عربي يقطن بفرنسا
إلى فلسطين ... ، شجاعة وقويّة بأبنائها المخلصين رغم أنف الجبناء !
-- ---------------
الحَبْلُ لم يَتمزّق !
ولنا فيه رباطٌ وخلاصٌ
نحن معشرَ الأحياء...
الحبلُ سماءٌ في حَبّ أرضي...
الحَبُّ أهلُها والحُبّ ماؤُها ،
طُولُ يَوْمِها بحرٌ يتَدَفّق !
*******
في البدء كانت ملحمةُ أرضي
سرّاً في العرش على الماء...
تجرّأت
تمرّدتْ
على السديم والظلمات
بَزَغَتْ مع الفجر الأبدي
طَلعَتْ مِنَ الحرف الأولي
لفعل الوجود
قبل نهاية الكلمة ،
روحاً ورياحاً ...
بدأت يومَها
في انسيابٍ وهبوب...
*******
قدرُ اللقاء بين الأمّ وأبناءها
إرادةُ الرّبْط بين الكاف والنّونِ...
يانحن ، ياأرضنا كوني !
*******
ياأطْوَلَ يومٍ يجري في الأنهار
يايَوْمًا أطولَ من الزمان
يايومًا مقداره الملكوتُ
وكلّ شكلٍ صغير
من الحياة وكبير...
يايوماً مساحتُه الحُبُّ
في المكان وما وراء ...
كلّ الحُبّ في حَبّها ،
أرضي طُولُ يومها...
*******
ديكُ صياحكِ
لم ينقطعْ
يُرْعِبُ الغُزاةَ
يوقظ النيّامَ
يطرد الخُفّاشَ
كأنّه النّافخُ في الصورِ
القابضُ أنفاسَ الليل
في كلّ دفعةٍ من صَدْرِهِ ،
مَوْتَةُ العقيم الغبيّ ،
عَوْدةُ الصباح الأبدي...
*******
الديكُ خيطٌ من نور
صَنَعَ من جلدِ أرضي حذاء
فَتَلَتْ حَبْلَه ملايينُ الأقدام...
حذاؤكِ أقوى من السنين ،
من صدمة النكبةِ ،
وطول مشقة الطريق...
خُطْواتكِ ما زال الثرى
يحتفِظ بِرَسْمها
طفلةً خفيفة
شابّةً سريعة
كهلةً عميقة
لم تمسحها رياحُ الشمالْ
لم يطمسها غبارُ الدّجالْ
تسمعها الحقولُ والتلالْ
راجعةً راقصة مُنْشِدة :
" ياحَبُّ ياحُبُّ يارَبُّ !
أرضي ومائي
بحري وقدسي...
ياحَبّ ياحُبّ يارَبّ !
حِنّاءُ أمّي
سرير بيتي
نخيلُ حَوشي
كُرومُ حقلي
حمار شغلي
جذورُ لوزي
عروقُ تيني
زيوتُ أرضي
ياحَبّ ياحُبّ يارَبّ ! "
*******
مفتاحُ منزلكِ الجليلُ
صامدٌ لم يقهره الصدأُ
جديدٌ وجميلُ
في يد الأطفال...
واقفٌ صامدُ
مُوَجّهٌ فُوهتَهُ الكبيرة
صَوْبَ السارق المُصادِر
حارسٌ كلّ الأبواب والمداخل
شاهدٌ على الأسلاك والجرائم
تعضّ أسنانُه ضميرَ الإنسان...
مفتاحُ الاجداد والأجيال
كابوسٌ يُرْعِب المغتصِب
مُكَسّرَ الأقفال ،
يقُضّ مضجعَه
فلا يفتح عيْنَهُ
ولا ينام ...
*******
بنتي وطفلي، زيتي وعسلي
عمّي وجاري ، فرني وداري
عودي ونايي ، حطْبي وناري
حُلوي ومُرّي ، نحلي ونملي
.........................
كلنا جاهزون ،
واقفون على رموش سمائكِ
ننتظر طلقةَ الغوْصِ
في ماء عيونكِ الصافيةِ
حالمينَ راجعينَ
داخلين ساجدينَ
وجبينُنا بين يَدَيْ ترابكِ ينضح نورا...
ما أنْعَشَ وجهك! ياقدس طين !
ياأرَيْحِيّتنا ! ياسلامنا الوحيد !
إليكِ نَحْبو وحليبَ ثديك نريدُ...
إليكِ نَصبو وشيبُ هَمّكِ نَشيدُ...
*******
ياحِلمَنا وياحُلمنا
يانُورَنا ويانَوْرنا
ليتكِ عنّا ترضى !
ياثيرانَ ثَوْرِنا ثوري !
ياحَلَمةَ البذورِ ،
يابذورَ البدرِ ..
يابسمةَ الوعودِ ،
ياوعودَ الرعدِ ..
ياثِقاب عُودنا اِشتعلي !
*******
يارُمّانتي
ياحرارة قلبي
ياشرارة عشقي !
اِنْفَلِقي اِنفلقي
في وجه كلّ عُقابٍ وغُرابْ !
تَفَرْقَعي تفرقعي
حبّاتٍ من شعاعٍ ، تقفِزْ ،
تُذْعِرُ الوَحْشَ الْوَباءْ
المُتَرَبّصَ بالحياةْ
في مُعَسْكَرِ الليل الجَبانْ !
اِنْدَلِعي اِندلعي
حمراءً من جمارٍ ، تظفر !