شرفات للبوح
شرفات للبوح
عبد الرزاق اسطيطو /المغرب
لتكن الأبواب مقفلة
تمنع الرؤى من السفربعيدا
وتحجب الضياء عن الفجر
ولتكن الأشياء قاتمة
بطعم ملوحة البحر
لا نوافذ بعد الآن
تطل منها روحي على امرأة
وجهها بسحر الغواية
يرفل في حمرة الورد
ولا سماء تشرق شمسها
على باحات العمر
لتعانق زرقة البحر
موج أراه الآن يتدفق
من القلب إلى القلب
لا جدوى الآن ياعمري
ويا شعري
ويا وهجي
من الطرق عند الفجر
أو عند الشوق
عاريا ولدت كأشجار الخريف
وحيدا كجدول كبرت
وعند الخطو لملمت جراحي
وقفت كفنار قبالة البحر
أعيدها واحدة تلو الأخرى
للنوارس التائهة
وحيدا الآن كريش حمام
تتلهى به الريح
ولدت خلف الأسلاك الشائكة
وحيدا ياعمري
تلتحف الآن جراحك
كأنك توأم الهشاشة
أو ظل للخسارة
لا جدوى من البوح
طللا لامرئ القيس كان
أو وقوفا على غرناطة المعتمد
أو دما نازفا للحلاج
أو مزارا للمريدين
لا جدوى من الغناء
لرفاق الأمس
وقهوة الأمس
وعناق الأمس
ولوطن يدمي القلب الآن
لا جدوى من العزف قلت :
من الفرح كان
أو من اللوعة
فالقيثارة من الغربة متعبة
ومن الوقوف وحيدة متعبة
من الخطو.. من الآه متعبة
عزفها يفتت قلبي الآن
لا امرأة ستمد يدها من الأفق
ليدك الناعمة مخافة التشرد
فراحة يدك مفترق للطرق
وموطن لتيه الغرباء
لا عشق ستورق روحه طربا
مخافة الاحتراق لحظة العناق
ولا فراش بوهيمي
سيطل من جديد بشرنقته وألوانه
ليؤنس غربتك وطريقك إلى الله
مخافة الاحتراق
ولا قمر سيضيء ليلك وليلها
طريقها إليك
وطريقك إليها
لتسترد أحلامك وأحلامها من الوقت