لن أمنحك ضعفي
سمر مطير البستنجي
يا صاحب الجلالة!
لن أمنحك ضعفي...!!
فما عدت أنثى من ضوءٍ وألق..
رقيقة كعباءة الصيف الشفيف
ريّانة القدّ...تراقص بنيّات النور في دلالٍ
وتتثنّى كانكسارات الفجر البلوريّ على أديم الفلق
لن أمنحك ضعفي..!
فما عدتُ انثى من لجينٍ وودق...
تنافس بهرجة النجوم
تموج ما بين السماء والأرض في ولهٍ
وتقبض على جمرات الشوق والجبين أندى بالعرق
تلملم الشتات من جفنات الليل وأحداق القمر
وترتكب إثم السُهاد لتضيء مصابيح السَّمر
تسابق ضياء البدر الى مخابيء ليلتك،
وتحتفي بانثيالات النور في أوج عزّتك
فما عاد الليل يغريها بفناجين السهر....
فالعين شاخت من وسنٍ يؤرّقها ،،
والجفن بات يشاطره الأرق...
يا حلما قبل أوانٍ قد احترق..!
لن أمنحك ضعفي..
فما عدت حفيدة الغيم المعتّق بالسلسبيل
أو ديمة بكّاءة..تتهجى بوح الماء ببراءة
وترتضى صفعات الريح لتلقي بحملها بين كفّيك
وقت تتضخم بالوَدق
وفوق بساط الريح تصلي ..
تتوسد تراتيل الخشوع
كي يزول الشوك عن خدّ الورد المجعّد من عبث الرَهق
ويفور تحت أبصار المطر
تصلي..كي يزهر البيلسان على بَور فؤادك
ويحيا على ربواتكَ لوز أخضر..وورق..
يا قيصرا ما عادت آلهة الجمال مسكونة بوهجه حتى الغرق !
ما عدت تلك التي تشتهي انبعاثات حلمها الأنثوي
من جنّة وردك المخمليّ ،،
وتجوب في منفاك الفصليّ تقتفي طعم الألق...
فلقد تبدّل بالشوك الورق..
ووحي الغمام قد تهطّل ؛ كأدمعي
يغسل الروح من بقايا فحيح الضيق والقلق
والشرايين من خُثرك؛والعلق...
ما عدت تلك الطفلة التي تتلهى بضفائر الشمس وحليّ الشفق
ما عدت تلك البُنيّة الربيعية الغارقة في اللين،
يفيق على همسها الزهر العبِق،،
ويختال في بحور عينيها القمر...
ما عاد يغشاني جنون الفجر والسَحر...
فالصباح الملائكيّ ما عاد ينطق بالألق
وما عدت أنتظر الصباح ...
لأذوب في رقّة اللحن الفيروزيّ حتى الغرق
يا حبيباً ما صدق!
لن أمنحك ضعفي..
لن أتسول الكحل من سواد الليل الغافي في عينيك
ولا الخضاب من قرمزيّة الشفق
ولا الحلم من فيافي عتمتك
لن أطارد عطرك الممنوع في أسيل الورد
أو في قوافي قصيدتك المسكوبة صفرة على شفة الورق
لن استجدي قليل حظٍّ من طالعك
لن اقتفي صعقة الذهول بك
لن أُطارد القطرات المنسابة من نهر كوثرك
لن أغدو قارئة الصباح في عينيك
فما عدت أنثى أمانيك...أنثى الجنون والشَبق
وما عدت تلك الرهيفة المخلوقة من فجر والق
الغارقة في جحيمك حتى الغرق
فقاموسي الأنثوي مملوء بمفردات الخيبة حتى الأفق...
يا من كنت مجنوني؛وليلاكَ!
لن انتظر شظايا صدفة تُدخلني ياسمين جنّتك
أو انفراجات الركام في الليل الدجيّ من حضرتك
أو رذاذ يطهّرني من يقظة الأيام الخاليات الغارقات في نار صهوتك
فأذّن لنجمك بالأفول عن دنيا الصبابة والصَخَب..
فلقد تكسّر الوعد على مضارب خيانتك،،
وفي جحيم الغدر عشقنا قد احترق....
أذّن لطيفك أن يغترب....
ليغدو كبريائي قاب قوسين من أنايَ أو أقرب
فالروح أضناها الشوق لتراتيل البراءة في مُهج الفلق
وتجلّي الطُهر في ذات قلبٍ قد صَدَق..
أذّن لطيفك أن ينسحب.....
فما عدت أنثى من لجين وألق..
فلقد أعياني العَوم في غَبَش الغرق..
لقد أعياني العَوم في غَبَش الغرق..