ذكرى طفولة

أبو فرات الفراتي

[email protected]

خلف شجرة توت

كنا نختبئ من العم أبي رجب

كان يبدو مملوءًا بالهموم ومشكلات الحياة

حيث جعلته عصبي المزاج ، متكدّرًا

ورحم الله أم رجب لم تكن تجد منه حنان الزوج أو عطفه

يا الله

تلك الذكرى أم هي شيء آخر ؟؟؟

كنا نتحرك ببراءة ونتلامس  ببراءة

لا نرى خلف المعنى أيّ معنى

بل ليس لنا معنى إلا طفولتنا وبراءتنا

ربما قرصت خدّي عن عمد

وتسألني أجميلة هذه القرصة ؟؟

وحين أعود إلى بيت جدتي كنت أترك آثار صمت وكآبة

في المساء كنت أرقب النجم كما الشاعر الهذلي

بينما هي كانت تراني في القمر

لقد علقنا ببعض قبل زقزقة طيور السنونو

كانت جميلة جدًّا .. لكنها ليست بشقراء

يا الله

لعل الصورة لغيرها

ربما كانت في عام 1965

لا أدري أين

ابتسامة المستقبل بمداها الطفولي القصير

تكبر لتصبح معلمة أو طبيبة

لم تحلم بالحياة والفن والجمال

ولا بحضارة الدمقس المفتّل

ومرّت السنون هادئة وعصيبة

كان القدر يخبّئ لها أحلامًا

موسيقى روحية ... شهقات .. لهفات

تمنح قدرات في فنون التآلف

تشع بالآمال من بني كنعان حتى ضفاف الخليج

زرعت من غاردينيا الأنس وبيلسان البهجة ما تتحدّى به صحراء الربع الخالي

وراءها حكايات وشعر .. روايات وموسيقى .. ورجل