إليك يا قدس تحترق القلوب
زينب خليل عوده
فلسطين
شامخة كا الجبال
تزهو من بعيد بعظمتك
وعبق تاريخك وعز مجدك
بأقصاكى وبكنسية قيامتك
وبقبر كل صحابي
وبكل أحجارك وبكل أسوارك
بل وكل شبر مقدس كل ما بك
وحيث أسرى رسونا الكريم إليك
يا قدس
لا تسقط لك عينا دمعة ..
ولا تنكسر لحاقد جبار
نعم يتآمر عليك قومهم
ويجتمع مكرهم وخبثهم ليل نهار
ليقرروا متى تزولي عن الوجود
لكن هيهات هيهات
نعم يا قدس
تستيقظي منزعجة صباح كل يوم
حيث تصول وتجول آليات الغدر
من تحت الأرض ومن فوقها
تعبث بتاريخك ... تبحث عن هيكل مزعوم
تستعرض قوة الشر على مرأى العيون
وتدنس أقدامهم ترابك الطاهر
هم استوحشوا حتى أصبحوا الغول
مستعمر أسير الغل والكره
بقلب حاقد يزيف كل جق
معذرة منك
يا قدس
تستصرخي فلا مجيب
فاللسان طويل عند أبناء عروبتك
وأما أجسادهم وعقولهم مشلولة من عقود
وعيونهم شاخصة فى المحرمات
وصوب المصالح
بل وفى أحضان العدو اللدود
ولا تسألي يا قدس
عن الجيوب كم سرقت
لأجلك بكل وجوه العملات
مئات ومئات الملايين
يا قدس
لمن تشكو ظلم الأعداء
ومن خلفهم الأخلاء
وتآمر كبار القوم
في زمن عز فيه الرجال
يا قدس
مهما اشتد عليك الأمر
وضاق عليك الخناق ..
يا أجمل مدينة تحاصر بجدار وأسوار
وتحفر من تحتك الأنفاق
تنظري بعيون حزينة
من حولك يا قدس
فترى كيف تقطع الأشجار
وتهدم حارات وتستعمر عقارات
ويستجدى أبنائك من الصغير والكبير
لعالم أصم
عنوانه استعباد الشر
يا قدس
المفر دوما لله العزيز الجبار
مغير كل حال
وهيهات ثم هيهات لكل كيدهم
وان شاء الله تحرق قلوبهم
وأيديهم الملوثة
العطشى للدماء
يا قدس
للبيت رب يحميه
من قديم الزمان
ومنك السماح
كلنا بحقك مخطئون
يا قدس الأقداس
باقية أنتي شامخة كا الجبال