لي مدينة تسمى حمص

ثائر جبر *

[email protected]

لي مدينة جوار الشمس

تعرف الأحياء من شوارعها

لي مدينة تحاور الشمس

والمدينة تنام العتم في فوهات البنادق

تخلع الضجر عن فجرها

و تنام الليل في كف عاشق

وينام العاشق في عين المدينة

والدخان يقرع الأجراس في المناطق

يشرب العاشق قهوته

يلهو القاتل بدبابته

يهرب الجدار من جدار

ودماء العاشق صارت قهوةً للنهار

تغمر المدينة الثكلى فتاها

دمعة على جبينه وأخرى في الرماد

يحمل الهواء ما تبقى من الغبار

وشبابيك المدينة تعيد الظل للأبعاد 

أصبح الشارع في الحي على الأخبار

خبر عن قنبله. .. تقطف النارنج في الحدائق

تغمض المدينة الثكلى عيونها على فتاها

ظلمة الليل وهدر ,

 وأزيز الرصاص

والمدينة اهتزاز القارات,

ودما من يرقات انشطرت

وشعوبا أقبلت

من مآذن انكسرت

وارتعاد الحرائق

من بريق المطر الحانق

آخر الأخبار تحكي

عن شوارع المدينة التي انفجرت

مليون عاشق

لملم الجند بقاياهم وهموا

رعشة الموت

بين أوصالهم تنمو وتنموا

أقبلت مدينتي والحريق

فل تباشروا الرحيل

قبل أن تأتي وتنسف الطريق

لي مدينة تحابي الشمس

لي مدينة تسمى حمص

                

* ثائر جبر هو شاعر فلسطيني ، ولد في طولكرم بتاريخ 7 فبراير 1977 م. هاجر إلى الأردن مع عائلته عام 1982م وأنهى تعليمه الثانوي فيها, ثم عاد ليعمل في مجال الترجمة ثم موظفا في السلطة الوطنية الفلسطينية بين عامي 2003م-2006م, عمل لاحقا مطور برامج وكاتبا في عدد من المؤسسات الصحفية , تأثر ثائر جبر بشعر عنترة بن شداد وأمل دنقل, وصدر له ديوانان يحتوي الأول على بعض قصائده المبكرة والتي استوحى الديوان اسمه من إحدى تلك القصائد وهي قصيدة "دفاتر" دلالة على بعض الخواطر التي يدونها طالب المدرسة على دفاتره بين الحين والآخر, أما الديوان الثاني فيحتوي على قصائده التي كتبها ما بعد 2008م والتي يغلب عليها طابع الأدب الملتزم والذي أتسم به معظم الشعراء الفلسطينيين, كتب جبر عدة قصائد تم نشرها فرادى مؤخرا تبرز الواقع الصعب الذي يحياه المواطن العربي في سعيه للتحرر فيما بات يعرف بالربيع العربي .