إحالاتٌ
محمد الهجابي
تأخذك المسافاتُ إلى حيثُ الهاوية.
الخطوةُ الوحيدةُ، اليتيمةُ، في المسارّة، لا تخلق آثاراً لانزياحاتك،
ولا تَرقَمُ خوفكَ.
ولك أوجاعُها المتشظّية.
حتماً، لن تداري ما جنحت به متاهاتٌ ظلّت تشطح بها الأوهامُ،
أو الأيّامُ.
وقد ترشح بها العباراتُ.
ولن يسلك بك هذا الشّراع يماً من أعشاب الدواخل،
فلهذه المسافات إشاراتٌ لا تستوي على وجهٍ تريده،
ولا تستخذي لقياس مرغوب.
عبثاً هذا الإصرار.
خذْ سدوم الطرقات دزينةً، على سبيل الاستئناس، بين كفيكَ،
ثمّ انثر وحداتها، إن شئت، على مهلٍ،
واقفلْ ما بينها من تخاريم، فتترى الصور وزانك من غير حجاب.
لمّ تضاريسكَ في إضمامةٍ واحدةٍ،
واحدة فقط،
وولّ جهة أقاليم الضباب.
من غير شمس تبقع الأديم،
هذه المرّة،
ومن غير سحاب.
وانحت على صفحة السفى أسماءَك الأولى،
ثم تضفدع،
أو تحلزن،
أو تنمّر،
أو تقنفذ..
لا يهمّ.
تليّن،
أو تحرش..
سيان، الآن.
سيان!
استغور حيواناتك البدئية،
من ذوات الشوامت،
ومن ذوات الأقدام..
معاً، هذه المرّة أيضاً.
واستحْيِن،
فلربّما بدت ظلال المسافات قابلةً للإحالة،
من يدري؟
لكن اعلم..
وهذه نصيحةٌ فحسبُ،
عبثاً هذا الإصرار.
(كتب النص قبل هذا التاريخ بكثير)