إلى الملاك حمزة الشهيد
إلى الملاك حمزة الشهيد
أحمد مصطفى
إلىَ شهيد الثّورَة السوٌرِية حمزة الخطيب
آه ... ياوطن
آه... أيها القلب
أه... أيها القلم
كيفَ سأكتب قصيِدةٌ بِلاَ آلم
وقدْ سمّْ فيِ فؤٌاَديِ كوٌؤساً منَ المرَارةَ و العْلقمِ
كمْ منَ الكوؤُس سنَشرب فيِمَا .. بعدِ
أم ستُمزق أجسادنا بسّلاَسِل منَ أصفاد الحديدِ أو بِرَّصَاصة تَخُتَرق جسدً طفلٌ بريًء
أم تكسرُ عظَامٌنَا علىَ الكرسيِ البعثٌ الغدارِ
ولقدْ قتَلتُم طفلٌ بعمر وردَ الجورِي
آه أيها الروحٌ .. مَاذَا بعد..
هلْ ستَتفجر كبرّكاَن
أم ستتَمزق كشَّظايا البَارود ِ
آهً آيُها الشهيد الصغير
آهً أيُها الورد الجوري الدمشقيِ الحزِّين
آهً أيٌها الموتٌ الزوؤُّم
كيفَ رحلت أيها الشّهيد الصغير
ولمْ تودّعٌ أصدقائكَ الصغارَ فيِ السَاحَات والمدّرَسةِ
لقدْ غدروٌ بِكَ يَاحمزة الشَّهيد
غدروٌ بِرِفَاقكَ أيضْاً أيٌهَا الثَّائر
ثّيَابكٌ الجَميل بعدُها تَحتُضنها أمٌكَ الحزِّينْ
وتشّمٌ راَئحة جسَدك الطَاهر علىَ السرِّير
ولمْ تفقَه علىَ الشّهادة بعدْ أيٌها الشّهيد
فهلْ ستتَعرف إلىَ البَطل مٌحمدَ الدرَّ فيِ الجَّنة
وسيقرأ عليِكمٌ سٌورَةَ الرَّحْمَنِ معشُوقَ الشَّهيِد
إنك الأن تتلألأ كَنجمة فيِ سمَاءَ وطنكَ سورِّيِة
وسترىَ قَاسِيونَ منْ جديد
إنك لمْ تزورهٌ منْ قبل ولمْ تٌشَاهدهُ فيِ الحقِيقِةَ
فمنذٌ الأن سترَىَ كلَ يومً بِلاَخوف أيها المَلاَك
لأن الله معكَ وجميع الأطفال الصِغارِ معكَ وجميع الأحرار معكَ أيها الحبيب
أنت فجرٌ السحرِ الصباح وملاكٌ في الفرّدوسِ وفيِ الأخرِة
أنت روحُ ورائحة وردةَ الجورِّيَ وعبقُ زهرةَ الحرِية
أنت طفلٌ كجمَال النورِ فيِ السَّماء وعلىَ الأرض رونقً الرِبيع والوجوٌد
أصبحت غرّنَاطَة وكعذوُبة ماءَ برَدىَ وفيِ يديكَ غصنٌ زيتون كحمَام السَّلامِ
أصبحت كشَّمس الحرِّية الذيِ سيظٌهرٌ منْ جدِيد
منْ جبَال قَاسيونَ وجلاَديِك سيَهبُ غضبٌ الله عليهِم كأياَم يوٌسفُ النَّبِي الصغير
لكَ جنان الخلدِ وبأسمِكَ أيهَا الشهيد حمزَة الخطيب سيتَحققٌ آمَال الوَطن للجَميع الأحرار والأبطال السٌّورييِن
إلى الملاك حمزة الخطيب