امرأة تحاصر البحر بعيونها
أحمد الدمناتي
-1- -4-
امرأة تسقط من شرفات القصيدة امرأة تبايع سنابل الخريف في حقول المنفى
مدججة بكيمياء السحر وتحرس الشعراء حتى تولد قصائدهم
تفتح نافذة غجرية في ابتسامة طفل كي ترضعهم حليب البداية
لتطل على أبراج عزلتها تزينهم ببنفسجات الغواية
تجر الفراشة الموشحة بالعشب ها الشمس تشرق في كف نورس
ها هجرة الفوانيس في كهوف الذاكرة وتغيب في جمجمة الشيطان
ترسم خارطة للحلم حاملة في حلمها طفولة موجة
ومحرابا لصلاة اليتم تغتسل سرا في مغارات الحنين
تأبطت غيوم الصباح الحزينة وتكحل نشيد الولادة بزنابق اليتم.
وتهت في عواصف الطفولة -5-
أبحث عن موجة مجنونة امرأة تعجن تاريخ الحزن في أحداقه
تمنحني وردة البداية. بماء الياسمين وحناء الأبجدية
-2- ها فراشة تضفر غواية الكلمات
امرأة ترتب دموعها في سلة القمر والبحر يتسلق أسراب البنفسج خلسة
حتى تبدو أصغر من جرحها الندى ينام وحيدا في صهيل الوقت
خمسين وردة امرأة تخرج من ضلع اللغة
ها نجمة تزحف لأقاصي الماء مبتلة برعشة القصيدة
مطرزة بالعري والاخضرار وجه يعبر تقاسيمه في المرآة
تكنس امرأة من خلجان الشاعر ليقف عند شرفات الموج
وتعتقل ما تبقى من هسيس الهواء موزعا دمعه على قبيلة من نساء
عارية إلا من اشراقتها البدائية يفيض العشب من حقيبة الحقول
تشعل القصيدة خرائطا للحلم الانخطاف وتغتسل الفراشة في أبراج الندى
في محراب الدهشة تشعل الشمس أعراس السنابل
في شقوق الرعشة في كهوف الماء
وتنام خلف الغيوم وحيدة. ليحترق الشاعر حزنا على خيانة القصيدة.
-3--
امرأة تحاصر البحر بعيونها
وتبارك هجرة الشعراء
إلى أرخبيلات الفتنة
تغطي القمر بمنديلها اليتيم
حتى لا تقفز النجوم من محاريب السماء
ها سنبلة تصنع من قوس قزح
مشنقة لأحزان النساء
تغسل الأطفال القادمين
من أعماق العشب
بدميعات البلابل المفتونة
بشجرة تهاجر في وطن الأناشيد