المشهد الأخير من سفر اللجوء

أحمد توفيق

[email protected]

بطفولة اصفر ما يحلق في  الذاكرة

من برتقال الوجوه

 ويهوي  كلقلق

في ماء الاغتراب

تعلو لامع العينين أنت

تطل  على  موضع القبرة الأول

وتعد قفزاتك الصغيرة

كبراعم  الصبار

خلف عوسج الغياب

تطأ بقلبك حبة الزيتون

تمسح صورة الشهيد على عامود الإنارة الليلي

تسال عن  النوم المبكر لنوافذ الكادر الثوري

عن تورم الموز  خلف الحدود

رتابة اللجوء

ولازمة الخضاب

تحشو رصاصتك بحرمة دمعها

إذ تصب  أم الشهيد قهوة حدادها

حين تفرك من يابس صبرها

لصغار اليتامى

فتات العذاب

وبعد نأي مما يعد المبعدون

يبعث وطنك من صلب الكلأ وترائب الماء

يقفز موتاك واحدا واحدا

من  مروج الشهادة باسمين

 ينسلون

 من سرو الغياب

قادمين من رجع البندقية الجوفاء

ساخرين من الساخطين على مشيئة السماء

  ونورس الحياة

في فجر الضباب

يعزفوا

نوتة العلم النقي

ويعطروا

لون النشيد الوطني

 برائحة الخلود

 في أزل السحاب

"بيتيل"

تختال

 بخلخال موجة بحرية

و توشم  جيئتها بالستر طحلبة

من ينابيع الهضاب

تسقي ريحان حوضها المقدس

كلما بالعزم طفل غاضبا تمترس

بوجه مركبة مصفحة

تقيئ الرواية السراب

تطرز هيبة العلم شموس نبق شامي

ترصع البلاد فسيفساء الملامح

وتنفث الحياة

 في تعويذة الإياب

تفجر الفيافي بماء الصهيل

واحات نخيل وكروم أعناب

وترتجل  لعنة صليل  البيان

أضرموا بما استطعتم من خوف أدمنكم

فرية أسطورة الكبريت  في جرحنا

لتعلو فينا حقيقة السلام

كأخضر اللبلاب

تخندقوا بيقطينكم في عتمة الثكنات

تبركوا بأسطورة القتل من ماء دمعها راحيل

راحيل تساق عنوة بالقصف إلى أطفال الخيام

وتفبرك بفوهة مدفع دبابة متطور للموت

راحيل تمقت قنابل عنقودية تجاوزت حدود الرب

وجحدت بالوصايا العشر

راحيل تنشق عن تعنت تلمودها المقفل

في نرجسية الكتاب

تضع أجمل طفلا لاجئ

يناغي الوطن وعد الجنان

مذ كان يحبو بزقاق المخيم

يتسلق الأعتاب

ترضعه عامي غضب بتقويم المتاريس

وتفطمه على أحلام حرية

 بليل الاعتقالات

وفرقة الأحباب

وتدثره براءة السكون

 من تطفل الاجتياح على منامه

تسيجه  عطف الأمومة

وهيبة المحراب

وبعد أن يبلغ رشد البندقية

تودعه لخندق  الخبيزة الأخضر

تعمده بالعزم  وعبق التراب

تتلو إصحاح العدالة عن حكمة القصاص"يرجم حتى الموت من أتوا إلى ارض الرب

ملوثين بخطاياها راحاب

يكبر يوسف,يغضب,

 يثأر يوسف

يضرم ناره في اهتراء الشعارات العقيمة

ويهوي بباروده على زعامة الأنصاب

يؤم سلاف المقهورين

ويرتل نبوءة الميزان

سبع لنا ودهر عليكم

و لنا عجين دهر صلصالنا

وعليكم في حبكة التكبر

 مسادة الخراب

لنا ميل الحكاية  يكحل أبدية القمر

و عفوية لهو الخيول بكر وفر

اندثار آخر الجنود

وانشغال اليمام  حين ينسج

هديل الخريطة

بطهر القباب