مسحور
سمير جميل عبيد /عمان الأردن
كلما واهماً
أقسمتُ هواها ما عاد الهوى
وانطوى ما كان
وجدّت لي أمور
أطلت من فافذةِ الأحلام
أو أطل خيالها باسماً
إن تشاغلتُ بكتابٍ
من بين السطور
وكلما عزمتُ النسيانَ
نسيتُ أنسى
فكيف لي ذلك وقمري أنّى دارَ
بفلكها يدور
وإذ ظننتُ
اجتازت بحرها سفني
وعبرت مضيقَ الوهمِ
وانفك أسري
تاهت من جديدٍ
بعشرات البحور
استسلمتْ للموج أشرعتي
بها كيف شاءَ يجري
فإن اجتازت من العواصفِ
ما أمنت كيدَ الصخور
هي لا تجاملُ
وما يوماً بسمت أو أومأت
فخلفَ أي قناعٍ
تلك المرأةُ تختبي
أم كانَ ذاكَ هو الغرور
معذورةٌ....إن هي بقلبي تجبرت
لكن العلةُ تجهلُ مأساتي
فهل وأنا المتيمُ
بمن تجهلُ الأمرَ معذور
تبدو على الدوامِ ساهمةً
يلوحُ بعينيها أطلالُ عشقٍ
يشي بقلبها المكسور
فيا امرأةً
بها ابتدأتُ تاريخي
ونسفتُ مع غيرها من النساءِ
طواعيةً كل الجسور
إذا جنَّ الليلُ
استباحت ذاكرتي
ومضت بها خلفَ سرابٍ
بعالمٍ مهجور
يتجاذبُ به ناظريّ
التماعُ البرقِ من كلِ الزوايا
وأبدو كغيمةٍ
تُساقطُ الأمطارَ غزيراً
من أطرافِ شعريَ المنثور
وقصفُ رعودٍ
كمجموعةِ اغتيالٍ يحاصرني
بإمرةِ قاتلٍ مأجور
متعمداً .....يخطيء قتلي
بل يطاردني كفريسةٍ
تتقاذفها الأنواءُ
وتجهلُ محطَ أرجلها
ومع كلِ خطوةٍ
تحصي فقط عددَ ما بها
من الكسور
وتستلقي لاهثةَ الأنفاسِ
مستسلمةً
وكلُ شيءٍ حولها
يعلوا بالعواصفِ كصدرها
ويهبطُ مع الرياح
فتستجدِ القاتلَ رصاصةً
يكفيها عناءَ الهربِ
بدمها المهدور
تعبت.....
فتلك الرايةُ البيضاء
وأدركُ سواها لا أملكُ أرفعها
فما أنا بتلك المرأةِ إلا
رجلٌ مسحور