فلتحفظوا معالمَ الطريق
فلتحفظوا معالمَ الطريق
أحلام الحنفي
لماذا أنت يا قلبي حزينْ؟
تبحثُ عن أملْ..؟
والدنيا حلوةٌ..
وأنتَ يا قلبي تعيشُ في نعيمْ
فماذا هذا الحزنُ والأسى؟!
هل خَفَتَ النورُ الذي
يُضيءُ في ظلامِكَ الطريقْ؟
لا.. وحقِّ الله ما خَفَتْ
لا زال ضوؤهُ يزداد انبهارا
فهل تغيَّر المَسارْ؟!
هل أصبحَ مسدوداً.. الطريقْ؟
أما طريقي فليس مسدوداً وما تغيَّرَ المسارْ
ولكن..
تَناثَرَتْ مِنْ حولِنا المُعَوِّقاتْ
أما أنا فلا أزالُ أحملُ المصباحْ..
يضيءُ لي..
وفي الجوانب الممهَّدة.. أسيرْ..
وأخطو قَدْرَ جَهْدي دون العَثَراتْ
لكني لم أكن هنا وحيداً
ففي يَدَيَّ أيادٍ..
نجتازُها معاً هذي الطريقْ
لكي نصلَ إلى برِّ الأمانْ
هناك عندما نصلْ.. إلى الهدفْ
جائزةٌ كبرى في الانتظارْ
آه.. الآن تعرفُ الحزنَ الذي في داخلي
فماذا؟
لقد تخلَّفَت عن سيرنا الرُّكْبانْ
فمنهُمُ مَن زَلَّتْ في سيره الأقدامْ
وآخرُ مُدَحْرَجٌ..
وذاك يحسِبُ السرابَ ماءْ..
حتى إذا اجتازَ طريقَ الوهمِ؛
فلا هو ارتوى..
ولا إلى الحدود قد وصلْ..
أما عن الرايات:
فأقوامٌ هناك يلهثونْ
علَّهم بإحداها يفوزونَ.. ويستعلونْ
فدُقَّتِ الأعناقُ دونها
ولم ينالوا خير ذي الراياتْ
أما أنا.. فلا أزال آخذُ الحَذَرْ..
أوشكتَ يا قلبي قَصَبَ السَّبْق([1]) تَصِلْ..
فماذا عنهُمُ؟ لماذا هذا القدر قد تَخَلَّفوا؟
لا زلتُ أرقُبُهم وفي عينَيَّ رحمةٌ.. أستعطفُهُمْ
ليحفظوا معالمَ الطريقْ..
ويبعدوا الأذى عن خَطْوِهم
أُناديهم.. فليس من يسمعني
أقولُ إني بانتظاركمْ..
أوشكتُ أن أصلْ..
ولكنْ.. هيهاتْ..
لقد تأخَّرتم عني كثيراً
والفوزُ بانتظارنا هنا.. وراء هذا الخطّ
فهل ستبقون هناكْ؟
تبعدُكم عني مسافاتْ!
أترغبون أنني أسبقُكم؟.. وأقطعُ الشريطْ..
ولكني سأبقى حينها في الانتظارْ..
أنتظرُ راياتِ نصرِكم أنْ ترتفعْ..
عند اجتيازكمْ.. لحاجز الضياعْ
([1]) الشريط الذي يقطع عند اجتياز خط السباق النهائي.