أطلقوا سراح وطني
يحيى السَّماوي
القادمون من وراء المحيطات...
من مواخير الغابات الحجرية الأشجار
وفنادق الدرجة الأولى في مدن الثلج والنحاس ..
من اصطبلات رعاة البقر
والمباغي الأيديولوجية:
أفرغوا حنجرتي من الصّوت ِ...
وعينيّ من الدموع ِ ...
وشفتي ّ من الإبتساماتِ ...
وصباحاتي من الألق ِ...
ومساءاتي من النجوم ...
إستبدلوا بكوفيّتي قبّعة ً
وبحصاني دبابة ً
وبحديقتي خندقاً
وبنخلتي أعمدة ً كونكريتية ً
وبأساوري قيودا ً
ودماً بمياه الينبوع ِ...
وساندويتشة مكدونالد بخبز ِ تنور أمي...
أطلقوا سراحي من قبضة الخرتيت
واعتقلوا الوطن...
ثمّ أعطوني قلماً ودفترا ً
لأكتب َ عن الحريّة ِ
أو تقريرا ً سرّيا ًعن الذين يرفضون:
تحريضَ النار ِ على الأكواخِ...
والقحط على الحقول ِ...
وأكياس الرملِ على الشرفات ...
والخنادق على الحدائق ِ...
والشظايا على العصافير ...
والسيوف على الرؤوس ...
والسيارات المفخخة على أراجيح الأطفال ...
والأكفان على مناديل العشق ...
والدخان الطائفي على قوس القزح...
والرذيلة على المروءة ِ
واللصوص على الوطن ...
و" الأمركة " على " العَراقة "
و" الصهيونية " على " مكارم الأخلاق "...
فهل ثمّة مَنْ يلومني
إذا صرخت ُ ملءَ فمي :
أعيدوني إلى زنزانتي
وأطلقوا سراح وطني؟