سيّدة الزهور
سيّدة الزهور
ايفان عادل
(1)
أريدُ أنْ أقتربَ أكثرْ
وأدخلَ بستانَ الحبِّ بجرأةٍ أكبرْ
أريدُ أنْ أقطِفَ أزهاراً كثيرة
تحملُ ألوانـَكِ الجميلة
وتحملُ عطرَكِ .. يا منهلَ العنبرْ
فهنا زهرة ٌ تحملُ لونَ ردائكِ الأصفرْ
وتلك زهرة ٌ أخرى ..
تحملُ لونَ شفاهكِ الأحمرْ
وهناك ورديّـة ٌ تناديني
وتسألني أنْ أحملـَها إليكِ
لتغفو على صدرِ وشاحِكِ الأخضرْ ...
(2)
يا زهرَتي الجميلة
يا سيّدة َ كلَّ الزهور
لا تنزعجي منـّي إنْ جئتُ إليكِ
ودخانُ سيجارتي المرتبكة .. يسبَقـُني
فمنذ ولادتي في الحبِّ
هذه أوّلُ مرّةٍ
أدخلُ فيها عالمَ سيّدةٍ .. تـُلعثمني
فأنا حين آتي إليكِ
أنسى كلَّ كلامِ الحبِّ
وأنسى أيضاً ..
كيف تـُقالُ البداية
و كيف تـُقالُ النهاية
لا أعرفُ أين أتركُ فصاحتي
وأين يتركني لساني
حتى أشعاري القديمة
وأوراقي القديمة
وقصصي القديمة
لا تـُسعفني
وأنا الذي ..
لي في الحبِّ تاريخٌ عظيمٌ
ولي فيه بطولاتٌ تـُخلـِّدُني
حين آتي إليكِ
تتساقطـُ عُقـُولُ سنيني
وأصلُ قلبَكِ .. صفرَ اليدين ِ
فشمالي تحُكُّ جبيني
وبين أسناني تتراقصُ
أظافرُ اليمين ِ ...
(3)
....................
....................
....................
(4)
وأخيراً أصلُ إليكِ
كالطير القادمِ
من المجهول ِ .. إلى المجهول ِ
كالقلم الحائر ِ
فوق أبياتِ قصيدةٍ
تـُدوِّخهُ بين العرض ِ والطول ِ
أصلُ إليكِ ..
وفي قلبي أمنية ٌ واحدة
ستذبحني .. ستقتلني
كلَّ لحظةٍ
ما لم تسكنْ قلبـَكِ
لتكتبَ فيه شريعة َ حبّ ٍ
لا تنتهي فيها فصولي ...
(5)
بدأتُ والقلبُ يُكلـِّمُكِ
ويُنشدُ حبّاً يملأني
ويملأ رُشدي وخيالي
ويَلفظ ُ نبضاً مجنوناً
إلى أنفاسِكِ يَحْمِلـُني
رغم البـِحار ِ والصحاري
والهضابِ والجبال ِ
أحبُّك ِ .. هذا ما يقولُ
أحبُّك ِ .. هذا ما يعيشُ
أحبُّك ِ .. هذا ما صارت إليه آمــالـُهُ
وأكثرَ من ذلك يا سيّدة َ الزهورِ
آمالي ..
أحبُّك ِ .. وفي صدري زمنٌ ينتظرُ
جواباً على ألفِ سؤالٍ وسؤال ِِ
(6)
هل تحبينني يا سيّدتي ..
أم أنَّ حبَّكِ أحجية ٌ
تغتالُ كلَّ حلولي
هل تحبينني يا سيّدتي ..
أم أنَّ حبَّكِ أمنية ٌ
سأظلُّ دوما ً أنشدُها
بصدى صوتي المجهول ِ
هل تحبينني يا سيّدتي ..
أم أنّ صمتـَّكِ الملائكيّ
وابتسامتـَكِ الربيعيّة
قد حملا في طيّاتهما
كلَّ ما شئتِ أن تقولي ...