نسيم الصَّبا في الصِّبا
نسيم الصَّبا في الصِّبا
مصطفى أحمد البيطار
ياخمائلَ الروضِ تمايلي طرباً
ليتني طائرٌ في مداك الرحب
أهيمُ فوقَ الغصونِ
أبثُّ لهبَّاتِ النسيم أشواقي و حبي الدفينِ
أفكُ طلاسمَ برق البرود في صفحات الوجه
مع لغة العيون
يومَ كنتُ أقرأ مابين السطور
سحرَ أهداب الجفون
غيومٌ داكنة تتراكضُ في مشاعري
وتلالٌ من الهموم فوقَ عاتقي تحزُ
شرا يني مع الوتين
أهيمُ في بحار الوجد لأطفئ نارَ الظنون
ثم أرسو بزورقي على شطآن الرمال
بفؤادي المحزون
وألثمُ الطلَّ من شفاهِ الوردِ وهو يندى بالمزون
فأنا في غربتي أنهلُ من مُنى النفس
وأرتدي ثوبَ الأملِ في دياجير السكون
أسبحُ في أودية الليل وتحرُسني عيون الصمت
لأصل إلى أحضان فجر يلفني ويقيني
وفي رحلتي شعرتُ بنسيم الصَّبا
يُداعبُ أملي ويَجري في عروقي
فصحوتُ من كبوتي وظنوني
فرأيتُ مرايا الحسنِ مصقولةً تعكسُ
ضحكاتِ العيون
فملأتُ أكوابي بطيبِ أطياف الهوى مُصفّى
من عطرِ ليلى وقيسها المجنون