همسات جريح بليل

مصطفى أحمد البيطار

همسات جريح بليل

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

(1 )

يا سامعا النَّجوى مع الهمساتِ

في كل اللغات..

فَصيحٍ وَعَيّيٍ .. تَقيٍ في مِحرابهِ

عندَ كل صلاة..

وشقيٍ تائهٍ في شعابِ الجبالِ

والكهوف والفلاة..

الكلُّ يشكو ألم السياطِ

و ظَلامَ ظُلمِ الطُغاةِ..

الكلُّ يرى أشلاءَ الأبرياءِ

مطراً يقطر دماً,

ودمعاً يجري

أنهراًَ مع الآهات..

(2 )

يا إلهي هذي جِراحي تشكو

إليكَ بأنين واه ..

هُمومي أثقلتْ كاهِلي

أبثُها مع النسيمِ..

زفراتي تكتمُ أنْفاسي

وتذوي مَحاجري

وشِفاهي...

مُهجتي تناجيكَ يا رجائي

والكلُّ منْ غيرِكَ

عني لاهِ...

(3 )

أنزلتَني من جنةِ النّورِ

لظلمةِ الأرضِ . .

لدنيا

الأفراح والأتراح ..

وجبلتَ قلبي بحسٍ مُرهفٍ

رقيق الشعور ..ِ

يرى الجمالَ في كلِّ آيةٍ

عندَ حاشيةِ الغروبِ

في الصباحٍ

ا لزاهي ...

(4 )

فُتنْتُ بِدُنيا دَنيةٍ جَذبتني

بغرورها ..

عفوك

أرجو يا إلهي..

لم أذقْ طعمَ سرورٍ في حِماها

بلْ تعَقبتْني أثناء صحوي,,

وسهدي بهمٍ

ومآسي..

وأرشَفَتْي كأسَ المنونِ على مَهلٍ

وحرمتني نهلَ

عذب المياه...

أنشبتْ أظفارَها بآمالي وأحلامي

تغتالُ قلبيَ الواهي...

يا إله الكونِ!

منْ يرثي لِحالي؟

وقومي تعودوا الذل للعدى

فانْحَنتْ ظهورهم..

فكيف لو رأيت ما حلَّ

بالجباهِ ؟..

نشأتُ غريباً بين قومي

وزرعتُ الحُبَّ

في قلوبهم..

فلم أجنِ إلا شوكاً

ونكرانَ الجميلِ

وجحودَ ا للإلهِ