هيفاء والمجنون

حسين كري بري

[email protected]

أصبحتُ في الخمسين

هدرتُ كل هذه السنين

لكِ......

من أين تأتين

و إلى أين تذهبين

***

كنتُ أعبث بألعاب طفولتي

فوقع من بين ألعابي ...

قلبٌ خشبي...

حرفانٌ يتيمان(ه – ح) نجمان

في سماءٍ لا ظلٍّ ولا سحبي..

نتفتُ ذاكرتي

وبحثتُ من مقاعد الدراسة حتى المصبِ...

ارتعشت أعصابي...

ارتعشت أعصابي...

من تكن؟.. من هي؟..

أسئلة كثيرة لم أرَ فيه الجوابِ..

بحثتُ عن حرف الهاءْ....

فقاموس النساء ْ...

وضعته خلف بابي...

بصرتُ... وهجستُ ...

لقد عرفتها , كانت إحدى فتياتي

أهل يا ترى في هذا الوقت باقيهْ..؟

أم أنها قد خلدت تحت الترابي....

***********************

تفسر فضولي ...

في الشرق وفي الغربِ.....

وفي كتابات الشعراءْ.

لا تعرف !!

لربما أصبحت إحدى فتيات الشعراءْ..

-هل تعرفون أين تكن؟...

-أهل باقيهْ...

أم هي في الآخرهْ....

أصبحتُ في الخمسين

من أين سوف تأتين

من دواوين الشعراء ْ...

أو مسافرة مع الفقراءْ...

ولعلك عاشقهْ...

و لعلك عذراءْ...

مرضتُ بحثاً عنكِ

أين الشفاءْ....

عدّتُ أفحصُ الأشياءْ...

لربما أجد شيئاً

في الخمسين أصبحتُ طفلاً

ابحثُ عن غرض , ابحثُ عن النساءْ...

***********************

فوقع القلبُ....

كدلالة على جهلي

قُلب القلبُ....

وعليها مواعيد اللقاءْ...

ما هذا ؟؟؟

(( كل جمعهْ..

وفي الساعه خمسهْ...

أمام المدرسهْ...

توجد لقاءْ...

رفيقتك هيفاءْ....))

وبالرغم من أخطاء الإملاءْ

أسعدتني الرسالة الخشبيهْ...

وكأنها قصيدةً اكتبها دون عناءْ...

ففي بعض الأحيان

امرأة واحدة تبدو كقافلة النساءْ...

**************

في الجمعهْ...

وفي الساعة الخامسهْ....

ألبست ُ نفسي , وتعطرتُ

وتثبتُ , وألفتُ باقة الزهور

فهذا ما تحبّه النساءْ...

أمام المدرسهْ...

انتظرتُ ساعاتٌ ساعات

ليس هناك جنس حواءْ...

وقد ملّلتُ الانتظار

ألتفتُ كل الجهات

رأيت زوجتي تدنو

خفتُ كثيراً.....

خفتُ كثيراً

أن تراني أحمل أزهاراً (للهيفاءْ...)

اقتربتْ أكثر

وأخذتْ من أزهار (هيفاءْ...)

قالت :صدقتُ أن للشعراء أوتار الجنون

أهل نسيت أنني ( هيفاءْ....)