الحبُّ في رمضان

مصطفى أحمد البيطار

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

يا مآذن هللي وكبري ،, ويا بلابل الروض غردي وترنمي ,،

ويا دوحة الأزهار هفهفي وتنسمي,, بشذا العطر فوق كل مبسم ,,

وأنت يا صاحب الجود والكرم ,، يا رمضان,,

يا حبيب القلوب على مرِّ الزمان,,

جئت من سفر بعيد ، حبيباً للقلوب المؤمنة ، مفيدًا لإصلاح القلوب المتهدمة ,،

وتنوير النفوس المظلمة ,,

حيهلا يا رمضان ،, يا شهر التوبة والرحمة والغفران, ، رمضان الذي أنزل فيه القرآن ؛ ينتظره المذنبون المقصرون من الشيب والشبان ,,

ليكون لهم زادًا ورصيدًا في الميزان ,,

فيه تصفد شياطين الأنس والجان ,, لا سرقة ، لا غش ، لا فجور ، لا دنان .

فيه تستبدل الحسنات بالسيئات ,, بعد التوبة واللجوء إلى الرحمن ,,

ما أجلَّك ، ما أعظمك ، ما أكرمك يا رمضان !!!

فيك الخير كل الخير ، فيك حِلَقُ الذِّكْر تحفها الملائكة بالنور والعطر,,

والمحبة والطهر ، فيك الاستغفار والشكر ،,

فيك انتصر الخير على الشر ,، فيك عمت الفرحة بالنصر في غزوة بدر,,

عندما دحر جنود الحق جحافل الشرك والكفر ,,

فيك ليلة القدر هي خير من ألف شهر, ،

فيك يحلو السهر بقراءة القرآن والتهجد حتى مطلع الفجر ,،

أنا يا رمضان عرفتك من طفولتي فأحببتك ,،

نظرت إليك من كَوَّة الماضي البعيد فرأيتك – و ياما أحلى ما رأيت !!

رأيت الفرحة تعلو وجوه الصغار والكبار,،

الطرقات بالأنوار تتلألأ ، والمساجد بالمصلين تعمر ,،

والصدق من الجميع يُعمل به ويؤمَّر .

أجد الأغنياء والفقراء يتحابون،, وبما تجود به أنفسهم يبذلون ,,

والفقراء مع الأغنياء بالجوع متساوون ,،

والكل في هذا الشهر متآخون,,

وعن لغو الحديث وفحش الكلام معرضون,،

وبعد أن دارت العجلة مسرعة نحو الحاضر,,

أصبحت غريبًا يا رمضان؛,

لا الأهل أهلوك ،, ولا الخلان خلانك ,,

ولا المكان الذي حللت به مكانك .

أ أنت غير رمضان الذي كنت أعرفه ؟

أم أنا تغيرت ؟! أم المسلمون تغيروا ؟!

كان المسلمون يترقبون هلالك لاستقبالك,,.

أين رمضان اليوم من الأمس ؟ لم أجد فيك الماضي الذي فقدته ,،

ولا أُنْسِي الذي أضعته .

رمضان الذي كان صومًا عن الطعام، والحرام,,

. السَّنَةُ كلُّها طعام للجسم إلا شهرك ؛,

فهو غذاء للروح وراحة للبدن ,، وترويض للنفس بالصبر على الجوع ,,

صوم عن الغش والكذب ، صوم عن الغيبة والنميمة ,,

صوم عن الرياء والنفاق ,، عن لغو الحديث والشقاق ,,

صوم عن الإسراف بالإنفاق،,

صوم عن تسكع الفتيات والنساء,,

لغير ضرورة إلى منتصف الليل في الأسواق !!

رمضان الذي يقوم الناس فيه بالأسحار ساعة يتجلى الغفار, ,

ينادي هل من سائل فأعطيه ؟

هل من مستغفر فأغفر له ؟

أومن عاص يريد التوبة والستر فأستره ؟

رحماك يا رب رحماك؛ لقد شُغِلْنَا عن عبادتك،, واغتنام نفحات دهرك ,,

، وتهاونَّا بطاعتك فهُنَّا على أعدائك،,

حتى غُزِينَا في عُقْر دارنا، فتطايرت الأشلاء ،,

وتيتَّم الأطفال ، ورمِّل الرجال والنساء,,

عندما أغضبنا رب السماء بكل شيء .

أين التضرع والدعاء في السَّحَر ؟

أين رُهبان الليل فرسان النهار ؟

الذين فتحوا الحصون والقلاع ،,

وجابوا الصحارى ، واجتازوا الفيافي والقفار ،,

وعبروا الأنهار ؟

سقيًا لكم ورحمة عليكم أيها الأبطال،,

أيها الأبرار، أيها الأحرار,,

ونحن معاشرَ المسلمين فينا الخير إلى يوم الحشر،,

وفينا قال الله تعالى :

﴿ كُنْتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَونَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ .