كم ......وكم

كم ......وكم

هايل عبد المولى طشطوش

[email protected]

كم يشدني الحنين الى تلك الأزقة الضيقة التي درجت فيها أولى خطواتي في هذه الحياة .........

كم ...يشدني الحنين الى تلك الساحات الفسيحة التي كانت ملاعب صباي الأول...

كم ...يشدني الشوق الى تلك الذرى التي من عليها كنت أرى ربوع وطني زاهية مزهرة ...

كم....يشدني الحنين الى بيتي الأول الذي ضمني سنوات من عمر طويلة ....

كم يشدني الشوق الى رفاق الحي الذين كنت أرى فيهم سكان الأرض أجمعين

كم يشدني الحنين الى تلك الدالية العتيقة التي كنت استرخي تحت ظلالها فأنسى تعب الدنيا بأسرها .......

كم يشدني الحنين الى الناس الطيبين الذين غادروا المكان بصمت....

كم يشدني الحنين الى تلك الأماكن التي كانت مملؤة بأهلها وها هي اليوم خاوية كأنها لم تسكن أبدا.......

كم يشدني الحنين الى رفاق الصف ومقاعد الدرس الأول فتأخذني الخطوات الية رغما عني وخلسة دون ان يشعر بي احد.

كم يسدني الحنين الى حصن أمي الدافئ الذي غادرته مبكرا فلم اخذ نصيبي منه بما يكفي.

كم يشدني الحنين الى صوت والدي الذي كان يتصاعد إلى السماء مكبرا ومهللا مع طلوع الفجر الأول .

كم يشدني الحنين الى الأبيات العتيقة والناس الطيبة في ربوع قريتي التي ما عادت تلك القرية .

كم يشدني الشوق الى هذا وغيرة فبعد ان جاوز العمر ربيعه وغزا السي مفرق الرأس ما زالت تلك الصور ماثلة أمام عيني لا تكاد تغادر ...!!!