البحر

البحر

سحر رجب

في يومٍ ما جلست على شاطئ البحر 0

كان الجو غائماً أتأمل البحر وأمواجه 0

سرحت بفكري نحوك فتخيلتك جواري 0

شعرتُ بدفء سرى في أوصالي ، كانت في يدي باقة ورود حمراء ، اشتريتها من الباعة المتجولين ، كان خيالي يفكر كيف يهديك إياها ،

سألتُ نفسي هل يأتي ؟ فجاوبتها  ليته يأتي 0

جلستُ على الشاطئ بدون أن أشعر بدأتُ أرسمْ قلباً وأكتب اسمك داخله ، يشعرني بقربك  بأنفاسك ، يدك تداعب شعري المتطاير في الهواء الممزوج برطوبة الموج ، خصلاته مبتلة مبعثرة على صفحة جبيني 0

آآآآة منك أيها الحبيب أشعرُ دائما بقربك مني فهل يا ترى تشعر بما أشعر به الآن !!!

سؤال أسأله نفسي دوماً : أتفكر بي كما أفكر بك ؟

أم لديك اهتمامات ومشاغل !!

أصبرُ نفسي وأسألها كيف أجعله يفكر  ويشعر  بي ؟

صحوت من تخيلي فلم أجد غير قلبي واسمك المنحوت عليه0

وقتها شعرتُ بالبرودة فبحثتُ عن سببها فوجدتُ ملابسي قد ابتلت بالماء دون أن أشعر عندما أخذتني غمرةُ التفكير بك  0

رفعت الباقة إلى ثغري وقبلتها وحضنتها وأرسلت له قبله عبر الأمواج لتطبعها على مبسمه

صحيح أن المسافات بعيده بيننا ولكن شوق المحبين يقرب البعيد ويذلل الصعاب 0

خفتُ على ذبول باقتي من قوة حضني ، فهذه الباقة  هي من أجمل الباقات 0

احتفظت بها بين طيات صفحات دفتري لتعطرها 0

فجفاف باقتي بعد أن كانت يانعة تذكرني بكل ما حدث في ذلك اليوم الذي لم أستطع محوه من مخيلتي أبدأ فكل أحداث ذلك اليوم عالقٌة  بذهني 0

أتفقد صفحات دفتري فأشم رائحة ورودي عالقة به 0

يا لها من لحظات سعيدة عشتها معك أيها البحر فأنت الملاذ الوحيد الذي يساعدني وينتشلني من همومي ومشاغلي 0

أحبك ولكن ليس كحبي لحبيبي 0

تجمعني بك أيها البحر ذكريات كثيرة فكم أنت عظيم 0

لا تفشي أسراري وتحتفظ بها داخلك في أعماقك  0

فكم من مرة بكيت ، وكم من مرة فرحت  وسررت ، وكم من مرة ربتَ على كتفي وحضنتني ، ليتني أستطيع أن أرتمي في أحضانك  ، صدقني لن يشعر بغيابي أحد !!!

فقط أنت  أيها البحر تشتاقُ إ ليّ  وإلى الجلوس  معي !!

تسألني لماذا أغيب عنك فأنت الوحيد الذي يعرفني ، بمجرد الرسم أو الكتابة على رمالك

ترسلُ موجاتك بقوة لتشعرني بأنك شعرت بوجودي 0

أضحك فيزداد موجك قرباً مني 0

لا أعرف لماذا توقفت عن الكتابة فأنا أشعر برغبة جامحة في عدم التوقف ، ولكن لا اعرف لماذا لا يسير قلمي ليكمل خلجاتٌ تعتريني بين فترةٍ وأخرى0

فأنا أعشق رمالك الناعمة لأبني بها القصور ثم أهدمها 0

رمالك المبتلة تشدني أقربها نحو أنفي لها رائحة غريبة مميزة كتميزك أيا البحر الحبيب 0

فأنا أحبك أيها البحر وأحسنُ العوم فيك 0

دائما معي ورقتي وقلمي أسطرُ فيها شجوناً تهز كياني 0

صوتُ الأمواج يعيدني إلى عالمي بعد أن سرحتُ في الخيال وأنا واضعةٌ رأسي بين ركبتي أرفعه تارة وأتأمل ما حولي تارة 0

حيثُ أرى كل شيء يشدني إليك عظيمٌ أنت خلقك المولى فأبدع فيك 0 حيثُ تعكسُ زرقة السماء لونها على مياهك 0

بجوارك  ومعك أنسى همومي 0

ترسم ريشتي أعذب الكلمات تتحرك يمنة ويسرى لا أستطيع أن أسيطر عليها ، فهي تهرب مني إليك 0

أغوص في أحضانك  إلى أعماق أعماقك حيثُ أللآلي والأصداف 0

أشاهد طيفك  على صفحة ما البحر تشرق وتزدان 0

أراك كعروس تتباهى بجمالها ورشاقتها 0

أتخيل وأنا في هذا المكان أن بين قلبينا خيط دفْ  نورٌ يتغلغل داخلي 0

فعلا توقف القلم لأنه مشروخٌ في وصفك 00