إلى الرائع
إلى الرائع
ياسين سليماني
ها هي ذي تسعة أشهر تمرّ ... ماذا أقول لك عزيزي ؟ ماذا تراني أكتب إلى قلبك الكبير كالبحر، الأبيض كالثلج ...
جفّت ينابيع دموعي منذ دهور، هطلت أمطارها وهطلت إلى أن يبست المآقي ...
كم يوما مر علينا دونك ؟ كم ساعة تذكرتك فيها فعرفت أنّك بعيد عنّا حيث لا أمل في رجوعك ؟
يا ..... يا زهرتي التي ذوت في ربيع حياتها... يا ملاكي الطاهر الذي عاش في عالم شرير... عالم كريه... فأدخل البهجة فيه ولوّن سواده، ما زلت الحبيب الذي لم أجد من يدانيه روعة...
ما زلت أسافر في قطارات التفكير اللامحدود دون أن يجلس معي من أراه قادرا على تخفيف شيء من همّ كبير لم يزل يجثم على صدري...
ما زلت أراك في أحلامي... ما زلت أراني مشتاقا إليك... يا صديق العمر الذي تمنيت أن نحقق أحلامنا معا، وأردّ لك جزءا يسيرا من الوهج الذي اسبغته عليّ ...
ما زلت عزيزي أحتاج إليك... إلى اسمك الغالي... إلى ذكرك المشتعل في صدري أنّى ذهبت...
ما زلت أنظر إلى صورتك المعلّقة في غرفتي فأحكي معها كثيرا... ويخيّل إليّ في لحظة ما أنّك ستحرك شفتيك وتتحدث معي... وحين أعود إلى وعيي أجدني أطلب الذي ليس يطلب...
تسعة أشهر ؟ ياه، كلّ هذه الأيّام عشتها وأنت غائب عنّي ؟ كيف استطعت ؟ كيف احتملت؟
أنا الذي ما كنت أسمح للوقت أن يمرّ دون أن أكون معك ولو بالهاتف أو الفاكس أو الإيمايل أأصبح اليوم وحيدا دونك ؟ ويمرّ الوقت وأنت غائب عن هذا الكون ؟
ماذا أقول لك ؟ ماذا أقول لك ؟ اشتقت إليك، اشتقت إليك ... آه ... يا عمر العمر اشتقت إليك.