يا منْ سافرتِ إلى قلبي
مصطفى أحمد البيطار
تبسمَ وجهُ الفجرِ وانتَشى حُبورا..
وهفهفَ النسيمُ منْ مُحياكِ عَبيرا..
وبهاءُ وجهكِ أمطرَ قلبي سُرورا..
*************
أنتِ يا (عُلا) بدرٌ تسامى
يُضاهي النجومَ إذا كَمُلا..
أنتِ ريحانةٌ قلبي أشتهي
منْ وجنتيكِ القُبلا..
أنتِ ميراثُ أبيكِ الذي
أبقاهُ لنا بعدَ ما رَحَلا..
****************
أنتِ ملاكُ الطهرِ
عاليةَ الجَبين..
أنتِ برعم وردٍ يتنامى
على خلقٍ ودين ..
أنتِ أنقى من ْتبرٍ خالصٍ
وزبرجدٍ .. ولُجَين ..
**************
أنتِ أنشودة ُقُمْري ٍّ
على كلِّ غُصنٍ وفَنَن ..
أنتِ يا(حياتي) أسرجتِ لي
خيلَ ذكرياتي في الوطن..
فعبرتُ الحدودَ بلا زَمن..
يومَ كانَ أبوكِ غضَّ الإهابِ
أحميهِ من عُبَّادِ الوَثن..
حيثُ سافرتُ به قبلَ أنْ
تستفحلَ الخطوبُ والفِتَن..
**************
وهناك تساما وعدا سريعاً حتى
صارَ طبيباً بارعاً يُجيدُ كلَّ فَن
ثمَّ هاجتْ الأعاصيرُ والإحن
فأغرقتْ زورقي وأُحضِرَ الكَفَن ..!!!
ودارتْ الأيامُ تُسابقُ الزَمَن
حتى فقدتِ حنانَ الأبوةِ
وتوسَدتِ فراشَ المِحَن..
**************
أنتِ يا(أملي) المُسافر
بسمةٌ على كلِّ فم..
أنتِ صرخةٌ لصوتِ أبيك
رَدديها في شَمَمْ..
كانَ أبوكِ لا يرضى الهوانَ
محلقاً كالنَسرِ فوقَ القِمَم..
*************
سلي يا(حبيبتي) عنْ أبيك ِ
فعندي لكلِّ سؤال ٍجواب..
هو ضياءُ بصري أجتازُ بنورهِ
كلَّ محنةٍ يغشاها الضَباب..
هو ترانيمُ قلبي تشدو به
الطيورُ فوقَ السَحاب..
أراهُ ماثلاً أمامي كُلَّما
تصفحتُ منهُ جَواب..
ولكنْ بعيداً
اختفى تغريدُ البلبلِ..
وودعَ الأهلَ والصِحاب
**************
هناك كانَ ضياؤه
في الظلامِ كالقَمَر..
طبيبٌ يداوي ا لجراحَ
ويجبرُ ماانكسر..
وفي كلِّ ميدانٍ منَ العلومِ
موسوعةٌ َنَرى لهُ أثرْ..
فهل تُعيدي يا(حياتي)
مجدَ أبيكِ وتُحي مااندثر..
غداً يلثمُ الربيعُ ثغرَ الخريفِ
ويعانقُ رزازَ المطرُ الشَجر..