أنت يا هذا

ضحى بوترعة

بغيمة تستحثّ سلالات السّواد

ندخل لعبة النّدى والموت الهادئ

تتحرّك الرّمال بنا ويذبحنا الوقت

في فاكهة الصّباح......

أنت يا هذا......

الّذي ينام الكائنات فوق تردّدك في البوح.......

فوق ما ينبغي أن تكون..........موثوقا إلى عمر على نحاس الأساطير

تختلف فيك الألوان.........

تظلّ وحيد في سلالة تاريخ الحجر

وتاريخ العشب..........

مهمّتك الأولى الموت على عتبات التّأويل

عبثا تحفر غموضك في صوت القصب على سواحل التّيه

تسكب عريك في جحيم اللّغة

ما كتبت عيناك.........

وما صلّت شفتاك........

لآلهة ومحاربين ينتظرون القيامة والطّين

لأنثى أنهكها العطش.........

أيّها الأعمى الجاثي في كفّ الطّفولة

يقتلك اليأس .........الموسيقى........الصّباح.........التّأويل

الهفوات الصغيرة........

براءة الحدس في خطواتك المتقاطرة من ربيع ذابل

على أبواب الكنائس.........

هذه بشرتك التي تموت في اللّون الباهت

لا تطلّ على باحة روحك...........

ستقتلك نصوص المؤرّخين والفراشات قرب قهوة الصّباح

ستقتلك جدران المواخير والحبر الذي يمخر غرفتك

ذاك كفّك الذي يشتهي الرّكض.........

أيّها الذّئب الذي يلوّن الغابة باللّيل

سيقتلك الحبر في حنجرتك

وحفلات الجنائز..........

ستقتلك الصومعة والعذراء التي تختصر فيك

صوفيّة العشق.........

سيقتلك السّمع........والبصر......الجنس.....القهوة والصّحف

في العراء........وخلف هذا المدى.........

تموت العصافير ويبزغ قلبك من العناء

من فكرة طائشة تلوّن وجهك المائي بالموت

أيّها القدّيس........الميّت المستتر الواقف في الصّهيل.........

اللاهث خلف الغفران.......المتأنّي في الفجيعة المستيقظ في الاحتضار.......

الحاضر الغائب في الكشف......الشّاسع الضيّق في الصّخب

تنضج الموت في كفّك حقول ليمون........وزينة وداع.......

أيّها العاري المكسو.........المنحصر في مدن الخوف....

ارحل من هذا المدى والنّشوتين.....

وأنت تحمل طعم الحصى في الرّيح

وطفلا سجنه غبار المدن التي تركتها العصافير

أعبر الآن......اقتفي أثري

لم يكن موتنا في الحسبان والآلهة تقلّب دفاتر العشاق والجبال

وزرقة اللّسان في آوان الشّهادتين...........

اغسل غموضك بصابونة المعجزات

وأقتفي أثري.........ذاهب للباب الذي يجمع الدّم والمطر في مضيق

أرضين.........