أربعة ألواح من طين الأسئلة

يحيى السَّماوي

[email protected]

(1)

قدَماهُ مُنغرِسَتان ِ في طين ِالأمس ..

يَداه ُ مُتشبِّثتان ِبجذع ِ الحاضر ..

وعيناه مُحَدِّقتان ِ بغصون الغد ..

فمِن أيِّ جيل ٍ

هذا المنتصبُ نخلة ً في صحراء :

جذرها في مكان .. وظلها في مكان آخر ؟

مُتهَمٌ بيقينِه ِ في محكمة الظنون

وليس من فرَح ٍ يُدافعُ عنه ..

أيها الراعي :

أعِرنيُ مِزمارَك

لأنش َّ به ِ ذئابَ الوحشة

عَمّا تبَقى في مرعايَ

من خِراف ِ الطمأنينة ..

(2)

إذا كانت لا  تنجبُ ثمَرا ً

ولا تؤوي طيرا ً ..

لا تمُدُّ أغصانها أراجيحَ للأطفال

ولا تنسِجُ قميصا ً من الظلِّ للمُتعبينَ..

إذا كانت لا تصدُّ ريحا ً

ولا تذيبُ الجليدَ المتجَمِّدَ في التنور ..

فما جدواها تلك الشجرة ؟

(3)

لابدَّ أن يكون عراقيا ً هذا الذي

حُزنهُ كالزمن :

 يكبرُ يوما ً بعدَ  يوم ..

وأفراحُهُ كأرغِفة ِ الفقراء :

تصغرُ يوما بعد يوم ..

(4)

هذا الصباح

تشاءمَ من فرط ِ تفاؤلِه ..

هل يُعقلُ أنْ يكونَ سَويَّا ً

المُتفائلُ الوحيدُ

بين هذه الجموع من المُتشائمين ؟