تراودني

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

تراودني نفسي بالهجرة إلى مكان بعيد بعيد

تراودني أن أكسر طوقا من جليد

تراودني أن أحطم قيودا أشد مضاضة من زرد الحديد

تراودني أن أعتلي منبر الدنيا صادحة بما يعتمل في داخلي .. مترنمة بأعذب نشيد

تراودني أن أمزق رداء ثقيلا من حاضر يبدو كمأتم في يوم عيد

تراودني أن أشدّ على روحي ملاءة طهر ترافقني في درب صدق ونقاء وصفاء ،لا نحيد

تراودني أن أرسم خريطتي التي أتمنى وأريد

تراودني أن أنفرد بذاتي في كوخٍ ناءٍ يؤوي كل بائس وشريد

تراودني ..

تراودني أن أشكو نفسي لنفسي وأبثها لواعج يومي وأمسي

تراودني أن أعود إلى إرشيف طفولة عذبة أنهل منها لذيذ كأسي

تروادني أن أشاكس غيمة سابحة علّها ترد بما يغسل ضيقي وبأسي

تراودي أن أكتب شعري لطير يرتّله ما بين جهر  وهمس

تراودني أن أمتشق حسام الأمل أحطم به كل ضعف ويأس

تراودني أن أوقظ أحلامي النائمة على وسادة العجز وأنقذها من جور حبس

تروادني وتراودني وتروادني ...

ويا لكثر ما  تراودني .