جراحات... والكثير من الأمل

إبراهيم شكارنه

[email protected]

عز عليَّ أن تمر الذكرى دون أن أسجل بعض نبضاتي .... وبعض آلامي .... والكثير من الأمل....

هو يومكم أيها الأسرى....

إنه يوم الأسير الفلسطيني ...

هو القلب يحكي ألمكم نبضاً .... ودفقاً من دماء

ساتجول معكم في جرحكم .... وأنا الذي عشته سنوات ..... ولا زال يسكنني همة ووفاء ...

أيها الكبار .... يا من تحملون همة تطرق باب السماء ......

أيها السجناء .... لأنتم والله أحرار ، إذ الكثيرون يقيدهم الخوف والجبن والضعف واختلال البوصلة... رغم حرية يدعونها ، تنقصها الحرية...

أنتم اليوم تخوضون عنا .... وعن أمتكم حرباً بسلاحكم الذي قادكم الى النصر في معارك كثيرة عبر تاريخكم الطويل .....

هل يعلم الناس أن امعاءكم الخاوية هي سلاحكم ....؟؟؟

هل يدري الناس في أمتنا كم تعانون حين تخوضون هذه الحرب المقدسة ...؟؟

حين يغيب الطعام عن أحدهم .... لساعات ... أو يوم ....ماذا يصنع ...؟؟؟ وكم يحتمل ....؟؟؟

أنتم تخوضون إضرابكم المفتوح منذ اوائل الشهر .... وحتى ياذن الله بنصركم على جلادكم ..... والذي قد يمتد لشهر أو أكثر...

أشعر بكم .... أعيش اللحظات معكم .... أحدث من حولي عما أنتم فيه .. الكثيرون يجهلون ذلك...

لقد عشت معاناتكم قبل سنوات.... تسعة عشر يوماً .... بلا طعام .... والقليل من الماء ..... حيث بعد اليوم الثالث يفقد المرء حاسة الذوق ..... فيغدوا طعم الماء علقم.... وتسري فيه الأوجاع.....

لكنه ثمن الحرية .... وإرادة انتزاع الحقوق من بين أنياب أفعى .

أدرك أنكم تعيشون آلاماً وأوجاعاً ومعاناة لا يعلمها إلا الله .... ثم الذين شربوا من نفس الكأس....

أوَيتخيل إنسان هذه المعاناة ....؟؟؟

أوَيقوى عليها غير العظام الكبار ....؟؟؟

كثيرون لا يعلمون عنكم شيئاً فلا تبتئسوا ..... هم يعرفون كل تفاصيل حياة غيركم .....

 لِمَ لم تكونوا فنانين أو لاعبين في فريق عريق ....؟؟؟

لا عليكم .... هو الله يعرفكم ..... والكثير من الأخيار...

أيها الكبار الأحرار....

يا لقلوبكم التي تحمل الحب والشوق والعشق ....

تفيض جراحكم أملاً ..... يزرع في طريق الناس ورداً......وتنبض قلوبكم عشقاً .... يذيب مرارة الفراق حباً

 وتطير أرواحكم شوقاً ...... لمحبٍ بات ينتظر .... يعد الليالي ..... ويرقب الليل .... ليعقبه فجر جميل...

هي لقاءات القلوب بعد غياب طويل .... كسنابل ملآى .... تنحني لبعضها .....حباً وشوقاً...

لا أدري كم يلزمني من الكلمات كي أبثكم شوقي لكم ... وكم يلزم منها كي أحدث الناس عنكم .... وعن معاناتكم ..... وعن همتكم .... وعن علو هاماتكم ..... وعن ثقافتكم وعلمكم .... وعن عشقكم وحبكم ..... وعن مشاعركم .....

أيها العظام ...

بوصلة لا تشير لكم مشبوهة....

هي بوصلة الأحرار لا تشير إلا الى الجراح ...... فمنها ينبثق الأمل .... ومنها تنبت شجرة الحياة من جديد .....

وغير ذلك اتجاهات مُهلكة ....

هي دعواتنا تأتيكم تباعاً ....

وفعل الأخيار بالليل والنهار .... هم لن يتركوكم هناك

كونوا على ثقة بالصباح ....