من مذكرات شجرة
منى كوسا
ليس للشجرة دموع
ولا يمكنها أن تسير
لكنها تصد الريح
عن أزرارها
للحظة حب تعلن قدرها
بهجة الحياة..رمزالعطاء
ابتسامة المريض
براءة الطفل
شبكت جذورها المتينة
وسارعت تتمسك بتربتها
تنعطف بين الضخور
تنهض بجسدها شامخة
برأسها إلى السماء
و مع استدارة الشمس
تصور كل
ما يقع عليه بصرها ...
خلف الهضاب بعيداً
رأت أطفالاً على
وجوههم ويلات الدمار
من عبث الحروب
و الف حاجز
يفصل بين الأقطار
غصت حنجرتها
ارتجفت شفتاها
تملكها شعور
غامض
عبرت في ذهنها
وقائع و وقائع
تساءلت :
ماذا أفعل؟
و شعوب العالم الآخر
جوالة ما بين الوعود
و صبر أيوب يستوقفني
عن الذي جرى في
فلسطين والعراق
والأذى الذي لحق
بلبنان......
السماء فوقي
و الأرض المقدسة
تحتي
إليها أحني قامتي
و عليها
يسيل دمي ودمعي
أداعب النهر
أضاجع التراب والماء
أغمض عيني من تعبي
تمنيت لو لم
أتعرف على ذاك العلم
الغريب.....
لكن نسمة لفحت بي
أيقظتني من حلمي
التفت من حولي
إتكأ حبيبان بقربي
ينسجان خيوط وصل
تبعث الدفء في
شرايين العشاق
عندها تغيرت ملامحي
و أنا أرغب باليقظة
انتظر رغيفي
تحت النجوم
أحاسيس مسرحاً
تتناوب فوقه
أحلام البيئة
و مع
رحيل غبار الطلع
يفوح صمتي
بين الأصابع
و عبر الكلمات
تولد لدي الرغبات
بالتحرر من اللعنات
أنشد لغة الحب
المتجدد في كل مكان
و أعلن النصر و السلام

