الصبر زرعناه بأيدينا
إلي أهلنا الصابرين الصامدين في غزة:
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
تذكرنا جراحُ "غزة"
مآسينا فندفن،
في رمال الحزن أمانينا.
وتموت بداخلنا
أشواقٌ،
ظلت طول العمر تغذينا.
يقتلنا خوفٌ،
فيموت أملٌ،
حطامٌ، مادام الخوفُ بوادينا.
لكن تنفطر لأجلكم
قلوبٌنا،
تصرخ في قاصينا، ودانينا.
كفي: عاراً، ودماراً،
وجداراً،
لا يُشقيهم، بل يُشقينا.
وتخطب ود الصبر
آهاتٌ، ودماءٌ مآقينا.
فلا نجد الصبر
يواسينا،
ولا حبيب يخفف ما فينا.
ولا حب وهبناه
أرواحنا
بيتاً.. وطناً كان يؤوينا.
حباً سمونا للعلا،
به
شدونا به في أغانينا.
دارت الأيام بنا
تحطم،
كأس الحب، وتسقينا.
حسرة، فتذبل
أزهار،
عشناها نبغيها رياحينا.
قد تثمر الذكري
راحةً
لكن، يبقي الألم يوافينا.
فالحلمُ يراودنا
لغدٍ،
مشرقٍ بعطر ماضينا.
مآسينا لن ننساها
أبدا،
بالذكري نيكيها، وتبكينا.
فدموعكم قطرةٌ
من نبعنا، ودموعنا
أنهارٌ تروي أراضينا.
لنزرع للصبر أشجار
تثمر،
فنطلبها حاصدينا.
فلتجدد ذكري "غزة"
مآسينا،
فالصبر، زرعناه بأيدينا.
ولسوف نُهديه لمن تألم
مثلكم، مثلنا.. لكل مُحبينا.
فقولوها أنتم لنا:
صبراً، صبراً
إن الله مع الصابرينا.