هكذا حدّثني صديقي

نمر سعدي

[email protected]

حدّثني صديقي مرةً

عن عمرهِ الضائعِ

وراءَ إبتسامات النساءْ

عن جحيمهِ الخاصِّ الجميلْ

عن إنكساراتهِ

وإنتصاراتهِ الغابرة

وبلهجةِ خمسينيِّ

أرهقتهُ الأماني الكبيرة

حدثّني عن الحجرِ الضخمِ

المرعبِ الذي نزلَ من السماءِ

كأنهُ لعنة ٌ تتدحرجُ نارُ ها

وطاردَ ظهرهُ في كلِّ أزقةِ

الدنيا وساحاتها

وبراريها وبحارها

وسهولها وغرفها

وحاناتها وشوارعها

ومدنها وقراها

ليستقرَّ أخيراً فيهِ

فقط حجرٌ ملعونٌ واحدٌ

طالهُ من السماءْ

في زمنٍ أمطرتْ فيهِ السماءُ

ذهباً وفضةً وكنوزاً ودولاراتْ

كنتُ أضحكُ من حديثهِ

بوجعٍ ظاهرٍ على وجهي

كنتُ أغتصبُ فرحي

 المُزيّفَ لأجاملهُ

وأكبحُ جماحَ أحزانهِ

بينما سماءٌ إستوائيّة ٌ

خضراءَ وضائعة ٌ مثلي

كانت تبكي

وتشهقُ داخلي