المسافر
المسافر
ثناء ملحم
وجهتي محطة مجهولة
..أمشي وعيناي على الأفق البعيد
زاد سفري أملي في الوصول
يرحل بي عمري للأمام
,تبيض جدائلي ولم أصل بعد
بين محطة وأخرى
رأيت نفسي بين نفوس الناس مشَردة
متمرِدة.. تصارع لأواصل السَير
مشوار سفري طويل
وطريق الأيام الوعر أدمى قدماي
نفد زادي وانجلى الغيم من على رأسي
ليحترق بشمس الصيف
وأنا وحدي أمشي ببطء
محطتي قلب دافئ مسافر مثلي
وعين تذرف الدمع لحالي
ويد تمتد فوقي لتحجبني
احساس يصارع نفسي المتمردة
محطات على جدرانها حفرت اسمي
مسافر بلا هوية ولا عنوان
وروح لم تبرح المكان
يحترق الجسم عبر الزمن
وتتيه الروح لتبحث عن آخر محطة
رحلة دائمة هي الحياة
ومحطات تتوالى عبر الطريق بلا زائر ولا مسافر
بكَروا…ورحلوا…وأنا غدا راحل…
***
سائح بين دهاليز بلدان تقربني
أجوب حواريها
أتحسس نقوشا ً تبكي على غيرها
انمحت
تحكي أمجادا كانت
تسأل هل من صانع مجد
سائح بفكري
يسهل معه السفر وتتقلص المسافات
فلا جواز سفر ولاحدود لسفري
طريق يأخذني إلى حارات الشام القديمة
ونسمة ٌ تحمل معها عبق التاريخ
لتأخذني الى حداد يصقل سيفا
ًلساعد عربي أبى أن يذلَّ
أركب بساط فكري من جديد..
أراني أطل على قلعة صلاح الدين
شامخة حزينة تبكي صاحبها
صامدة في وجه الزمن صمود بانيها..
تسأل هل من ساكن يعيد لها ولغيرها هيبتها
تحمّلني سلاما لأطلال تدمر
لصمود أمرأة تقربني..
لقلة لم يرضخوا لبطش زائريها...