الارتقاء بعد الابتلاء
مصطفى أحمد البيطار
يادهرُ قدْ أسرفتَ في توجعي
ونحيبي..
وأشعرتني برحيل بكر أولادي
عن دنياي كغريب..
وحرمتني ثوبَ السرورِ عند
وهن عظمي
وألبستني جلبابَ الأسى
مع الغروب..
* * *
وزدتَ في ألمي
بحرماني رؤية حفيدتي
التي هي بلسمٌ لدائي
وابنة أغلى طبيب..
بعد أن غاب عن ناظري
هلال مقمرٌ
أوليته كل اهتمامي بتهذيب
وتأديب..
* * *
والآن أمسى في رمسه
مسجى بعيداعن الأهل
والزوج والقريبِ..
نفحاتٌ من شذا عبيره
تهفهف في الأفق الرحيبِ..
فتعطر أجواء المحبين لذكراه
في الشمال والجنوب..
يارفاق الحبيب
بالله عليكم
إذا مررتم بجوار رمسه
أو قصدتموه .
ضعوا على ضريحه
أكليل زهر
لرب زهرة تكون كقطرة
تسكبها أجفان الصباح
عطراً يفوح مع الغروب
* * *
خضَّبَ الأسى أجنحةََ الليالي
بدمع هتون
ودم سكوب ..
ومن العجيب أن يسعدَ الإنسانُ
وفي كهف الليالي
جمرٌ مُغطى برمادٍ و لهيبِ..
فيارب ضوء ظلمات نفسي
بقبس من نورك الرحيب..
لقد أزهرَ الرجاءُ بقضاء ربي
وسقى الصبرُ أزهارَا لحياة
وإنْ لمعَ في رأسي
برقُ المشيبِ..