أنا والعيد

أنا والعيد

زكية علال

[email protected]

رسائل تتحدى النار والحصار

أنا .. والعيد .. وزوجة الحاكم العربي

  هل تصدق يا عبد الله ؟ !!

  أنا وزوجة الحاكم العربي سواء !!

  كلانا تتجمّل .. تتزين .. لتستقبل عيدا قد لا يشبه الذي مضى ..

  هي تتجمّل لترى صورتها في عيون الوافدين على قصر الرئاسة ..

  وأنا أتجمّل لأقيس نبضي في قلوب أحبتي المغادرين لتربتي الواحد تلو الآخر..

  هي .. تتزين بعرش يستقر بين يديها ..

   وأنا .. أتزين بأوتاد خيمة لا مستقر لها ..

  إنها ليلة العيد ..

  وزوجة الحاكم العربي تحط في أكبر عواصم العالم ..

  تبحث عن فستان مطرز باللؤلؤ والياقوت ..

  وبطول يفوق مقاس الفرح في قلبها ..

  تريد أن تكون الأبهى وهي تتوسط القصر مستقبلة وفود المهنئات من زوجات السفراء ..

  هي تجتهد أن تصير الأجمل ..

   أن تُغيّر لون جلدها وسواد عينيها ..

   وأنا هنا ..

أبحث عن لوني بين الأنقاض ..

  ثم أجلس في خيمتي المتهاوية ..

  أخيط فستانا مطرزا بدموع بناتي ..

وبطول يفوق هرم مآسينا ..

إنها ليلة العيد ..

وزوجة الحاكم العربي تُحكم ربطة عنق طفلها

ليكون الحاكم في العيد المقبل !!

وتلتفت إلى أخيه الأصغر مبتسمة  : " لا تبتئس .. سيأتي دورك بعد عيد ..

فالحُكْم لعبة يُجرّبُها كل الأبناء !! "

هي .. تُورّث العرش لأبنائها ..

وأنا ها هنا .. أهرّب أطفالي من شارع لآخر

  ومن غزة ..

  إلى رفح .. إلى بيت حنون .. إلى ...

  أخبئهم في حضن مئذنة ..

أو قبة مسجد ..

  لكي لا تختطفهم مني إسرائيل

وتعيدهم إلى صدري صبيحة العيد لأحضنهم جثثا باردة ..

  فأيّنا أقرب إلى وجه العيد ؟ !!

أنا ... أم زوجة الحاكم العربي ؟ !!