أريدُ ليْ عشرين يداً
يحيى السَّماوي
وورقة ً باتساع ِ غابة ٍ اسـتوائـية ٍ ..
وقـَلما ً بحجم ِ نخلة ٍ
مع بئر ٍ من حبر ٍ أسودَ ..
فأنا أريدُ
أن أكتبَ قصيدتي الأخيرة َ..
عن فقراء يُزاحمون الكلاب َ
على ما تجود به ِ
براميل ُ نِفايات ِ المطاعم ..
عن أطفال ٍ استبدلوا آنية َ الشـَحاذة ِ
بالدُمىِ ..
وصناديقَ صبغ ِ الأحذية ِ
بالدفاتر المدرسية ِ..
عن الأمهات اللواتي جفـَّتْ أثداؤهنَّ
فخلطن الحليبَ بالنشـَأ ..
عن تجّار الحروب
الذين يخلطون الطحينَبنشارة ِ الخشب ِ ..
والتبغَ بروثِ البقر ِ..
عن الساسة الذين تخّشـَّبوا
لفرط تشبُّث ِ" عجيزاتهم " بكرسيِّ السلطة ..
متسببينَ
في إصابة الوطن بالبواسير ..
عن القرويات يبحثن في الحقول عن الروثِ والبَعْـر ِِ
للمواقد الطينية ِ
في وطن ٍ يطفو فوق بحيرة نفط ..
عن الشعارات التي اتـَّـسختْ منها الجدران ..
إليَّ .. إليَّ بأدوات الكتابة
لأكتب قصيدتي الأخيرة َ
فأقرأها لا من على منبر في مسجد
أو مائدة في حانة ..
إنما
من على قمة جبل نفايات الحرب ..
فأنا لا أمارسُ حريَّـتي إلآ على الورق ..
ورجائي ـ لو متُّ :
أن تتركوا عينيَّ مفتوحتين على اتساعهما ..
فأنا أريدُ أن أعرفَ
أيهما أكثر ظلاما :
قبري ؟
أم
الوطن ؟