النِّداء

عبد الله سالم

[email protected]

وقفَ ينادي الأهوال

يكتبُ بالدّمِ ويسطّرُ أحداثَ الزَّمان

يسْتصرِخُ قُلوب الإيمان

يقول ..

نحنُ في خَطر !!

إعلام فينا ينشر الخبر

يقولُ فيه إنكم متخلفون

هيّا سيروا مَعنا .. اتبعونا

فالفكرُ الحرُّ عندَنَا .. والرُّؤية الجميلة  تُرسم مِنْ هُنا

نحنُ حريّةٌ .. نحنُ مجدٌ .. نحنُ تقدم

تعالوا مَعنا .. دعكم من التّخلفِ والرّجعيّة

دعكم من الدِّكتاتوريّة .. هيّا أقبِلوا معنا

ستَرَون طعماً لذيذاً لن يُقاوَم

هكذا كان الخطّاب منذُ زمن صاحوا بِه في الأبواق

ينادُون بتحرير المرأة تارةً

وبحقوقها المهضومة تارةً أخرى

خَلعوا عنها الحَياء .. وفرضُوا عليْها الأزيَاء

أغروها بالقُدواتِ الهابطة

والمناظِرِ الخَليعة

زيّنوا لهَا البَاطِل

قالوا لها أيّتها الجميلة .. يا صاحبةَ الفِكْر النَّير

اخلعي عن ذراعكِ الرداء ..

ولا تكوني من المتشدّدين

أيّتها الرّزينة .. إليكِ نسعى لنحرّركِ من براثِن الرِّجال

فساعدينا بِكتابةِ البيان .. وانشُرِيه

بيانٌ يحتوي فكرة تَقول مُساواة

نحنُ مثله في الخلقِ سويّة

ونحنُ مثله في القوّةِ والفِكرة

قالوا أيّتها المرأة القويّة نحنُ نفخرُ بكِ

نُريدكِ أنْ تَثأرِي لأخواتكِ

فهبّي واجمعي النّسوة حولكِ

وارفعوا علماً يُرفرِفُ

بِكلِّ الأخلاقِِ الفريّة

تَبجَّحي وأخبِري كلَّ الأكوان عن إنجازاتكِ الحَضاريّة

أبناؤك اليوم نُرضِعهم الثّقافة الغربيّة .. ونترُكهم في ظلِّ المُنجزاتِ الثّوريّة

ضائِعينَ عن فِكرةِ خلقِهم .. ولاهثينَ وراءَ شهواتِهم

وقدْ أضاعوا القَضيّة ..

تصفيقٌ وتصفيرٌ لكِ أيّتُها الَمرأة الشَّقية ..

يا مَن خَربْتِ بيوتاً عامرةً بدينِ خيرِ البريّة

انتهتِ الرِّسالة الإعلاميّة

ووقَفتْ أمَّتي على أعتابِ مؤتمراتٍ أبيّة

تقولُ وتتحدَّثُ عَنْ حقوقِ المرأةِ العصريّة

وقَفت المُجتمعات تصرخُ من جديد

تقولُ يا أيّتها الأمهات والأخوات والبنات

تعالوا افهموا شرعَ ربّكم والتزموا بهِ تسعدوا

دينكم يا بناتي لمْ يفرضْ عليكُم سِوى الأخلاق ولمْ ينادي

سوى بالحياءِ والسترِ والعفّة ..

دينكم يا بناتي حماكُم مِن كلِّ طمّاع .. ورفعَكُم إلى مَنزلةِ الأمراء

دينكم يا بناتي لمْ يظلمْكم .. بل علِم مافي قلوبِكم من عاطفةٍ ومحبة

فأعطَى كلَّ شيءٍ خلَقَه ثمَّ هَدَى

فكانت وظيفتكم أمّهات عطُوفات .. وبالزّوجِ رحيمات

دينكم يا بناتي لمْ يكنْ كارهاً لكُم بل حثَّ على حُسنِ معامَلتِكم

ودعا الرِّجال بالرِّفقِ بكُم .. قواريرَ كنتم تُشِّع بالإيمان

وبقِيَت المُجتمعات تئنُّ وتصرُخ في النساء ..

وكما أنّها لم ترْحم تجاوز الرِّجال ..

فقالت أيّها الرِّجال .. يا من تظنّونَ أنّكم بقوة ملكتم الأرضَ والجبال

إنَّ القوّة هُنا قوّةَ العطاءِ والمحبة ، لا قوّةَ الصوتِ والغضبِ والسِّلاح

أيّها الرِّجال .. لا تجعلوا قوّتكم وبالاً عليْكُم

ولا تجلعوا ميّزتكم نقمة توصَمونَ بها

إعلموا أنَّ الله أمركم بالمودّةِ والسكينة مع الأزواج

واعلموا أنَّ الله أمركم ببرِّ الأمّهاتِ ثلاثاً فلا تكونوا لهم عاقّين

ولحبِّهم كافرين ..

إعلموا أنَّ الله أمرَكُم بالرّفقِ واللّينِ والحِلمِ والصَّفحِ عنِ الغَافِلين

أيّها الرِّجال .. لا تظُنّوا أنّكم دوماً على صواب

فتلكَ امرأة صحّحت لعمرَ حُكماً شرعياً

ورُبَّ امرأة مجاهدة مؤمنة خير من مئةٍ من الرِّجال ..

وإنَّ الله محاسِبكم على رعيتِكم ومعاملتِها

فاتّقوا الله واعدِلوا وأحسِنوا .. إنَّ الله يحبُّ المحسِنين

صَمتتْ ألسُن المجتمع الصّارِخة

وانسدلَت من عيونِهِ دمعاتٍ نافِرة

وهو يسمعُ مايسمع عن مؤتمراتِ المرأةِ المعاصِرة

فهل لنا رجالاً ونساءً أن نمسحَ دمْعه يا أصحابَ القلوبِ الصّابرة !!