كل شيء أو لا شيء...
ضحى عبد الرؤوف المل
وردة الضحى
إختصر المسافة بيننا بقول واحد:" كل شىء أو لا شىء".
نَختصر مشاعرنا بحروف تحتاج تَفسير!... حينها تبدو المسافة أكثر حزناً،كأنَّنا نبتعد
عن الأرض لتضيق منافذ الحياة أكثر وأكثر ..
هل الحُبّ كل شىء في الحَياة !.. اذا كان الحُب كل شىء في الحياة، فما هو اللا شىء!..
الكره!... البغض!... عدم الوجود!... حتى الرقم صفر يوحي لنا بوجود شىء ما كَيف
إذاً سنعيش!..
وجدنا أنفسنا في مجرة فيها كل شىء تجذب إهتمامنا وتُغرينا لنحاول الحُصول عَلى كل
شىء نُريده، وتبين لي أن العلاقة هي البقاء والوجود، لكن أي عَلاقة وأيّ حُبّ !؟..
لم يَحدث مرة أن فقدت تَوازني وأنا اقرأ جملة ما!.. كما فَقدت توازني وأنا اقرأ كل
شىء أو لا شىء.....
تساءلت في نَفسي ربما قالها صدام حسين قبل أن يتخذ قرار الحرب !؟... وربَّما قالها
هتلر وسعى لتحقيقها فكان ما كان!.. وربما قالها داوود باشا !.. وربَّما قالتها كليوباترا !..
وربما ميكيافيللي كليمونتي....
تأكدت أنها جملة تؤدي إلى نهاية مَحتومة، فكل شىء هي لا شىء، فلا وجود للكل والله
رب كل شىء ....
وقفت اتأمل نفسي في المرآة هل مازلت أمتلك شيئاً؟ !...نعم ما زلت كما أنا لكن هناك
شيئا ً فَقدته داخلي لا أعلم ما هو؟!.. هل هو قلبي أم قَطعة منه هي روح الحَياة بل
هي جوهرها؟!..
ما زلتُ أقف في الحياة وأمشي على أرضها،وأرسم من نبضها الخلاّق في روحي أجمل
اللوحات فهل تحولت إلى لوحة في جد ار معلّقة للذكرى!...
يا إلهي ما كل هذا!؟..
رقة قلب أم قسوة في روح هَل أريد امتلاك كل شىء لا بد أنه سؤال غَرس في نفسي
مبادىء التفاهم الروحي المفقود في القلوب!...
هامت به روحي وهام في القلب، استوطن فيه ذابَت الحروف وجداً، فكيف أكمل مشوار
الحياة والروح فيه تتوق لرؤية عَينيه ولو نظرة عابرة وكأنني أمتلكت كل شىء في دنيا
قال فيها : "كل شىء أو لا شىء" وأغلق الباب خلفه وغادرني بهدوء...
ضحكت بصوت مُرتفع وكأنني اريد أن أسمع صوت ضحكاتي، طاغية!؟.. ربما طاغية
في قلب بات متعباً من الطغاة، لا شىء في هذه الدُّنيا يستدعي القلب لينفطر...
لا شىء يستحق ليتركنا كريشة في الهواء يُحركها كيفما يشاء، لكن لا بد أن هناك أموراً
غامضة واضحة لا نستطيع كشفها إلا من بعد تهور ،فكلما انحرفنا عن طريق نَمشي فيه
نشعر أن الله يرانا ويهدينا ...
نتمزق من الأنين نكتسح أوجاع الآخرين، ونحن نزرع الحُبّ على جنبات القلوب فتتألق
بسخاء ما بين حُب وهيام !...وجد وصبابة....
آه من صبابتي التي اكتسحت أفراحي وجعلتني أرسم دوائر أهليليجية مُشعة من حولي
كالشمس في وقت المغيب، أأسجن نفسي كي أهرب من كل شىء حولي!......
أيها العَجوز الذي أحِب شارفت أيامي على النهاية ومددت أحضاني لأحلامي كي أودِّع
كل لحظة حُب عشتها بعد أن جمعني الخالق الرحمن برجل جَعلني أدرك أن الله كل
شىء في حَياتي...
وأن الحُب الذي سعيت إليه إنما هو اندماج في لحظات حلم عشتها ورؤية رأيتك فيها
فلا تختصر مسافات مقدرة ولا تكن حبيباً مؤجلاً في دنيا أعلنت زوالها من قلبي وتقول
حائراً بلحظة تَمد يدك فيها لتمسك يدي، فتقول :"كُل شىء أو لا شىء ."فَتصيبني
بالموت قبل أن أموت.....
التاريخ
يوم إجتاح قلبي بقول خَطير
وحَرف غزل منه كلمات الوداع....