كسرة خبز... وكثير من شجون

كسرة خبز... وكثير من شجون..

صالح أحمد

[email protected]

كم فاتحة سيقرأ هنا طيف المُرجِفين؛

قبل أن يُزلزِلَ دعاءُ موتانا دقائق صمتهم القابل؟

وتَمنَحَ سكينة أرواحنا كل العابرين؛

دفئا من لُحمَةِ مراقِدِنا!!

ونعود نلملمُ ملامحنا فيهم، وملامحهم فينا...

***

الليلُ لا يَميزُ المفارق،

ولا السائرين عليها وهم واجمون؛

حقول خبزهم سوداء.... بعيدة....

وفي ظلال جفونهم تتثائب العقيدة!

***

لا يحجُبُ العتمُ ملامح الصاعدين؛

أعضاؤهم تضاريس عالمهم الآمن؛

أرواحهم في أفقنا تمرّ كالنّسيم؛

رفاقي المطمئنون.

هناك؛ جيث لا عبءَ على الكواهل،

لا همّ في القلوب الساكنة عمق الحق،

هناك حيث الماء والهواء والتراب موسيقى الأبدية...

وملءُ الزمان، وملء المكان أسراب من العشاق...

وقد خلت من مقايضي الدروب بالفتات،

والتائهين دوما في عالم الفراغ،

وتَعابُثِ الأشكالِ والألوانِ والأحوال...

***

الصمت ما يُريبني في عالمي؛ لا الموت!

والكذبة المولودة قسرا في عيونٍ ماتت أمنياتها!

في أفقها لا تنبتُ إلا رؤوس السّأم؛

باحثةً تظلّ عن لقمة تزيدها جوعا...

وأسطورة الانتظار العقيم؛

شراعٌ يُذيبُ المدى، ولا يذوب!

وكفّ أصابعها على كل باب...

يا للغياب!!

أيخدعنا بعدُ صمتُ الغريق،

وزحف الحناجِرِ خلف البريق،

ولونُ الغرام اللحوح،

يطلّ من الأعينِ الباردة،

يسكُنُ لون ارتعاش الشّفاه،

يلقي صداه على جفاف الأوردة؟

***

يا للفراغ!!

يطول انتظاري؛

وهذا طريق، يسدّ طريقا، ويذوي طريق...

وكل المداراتِ تَلقى صَداها على شاطِئي

ويمضي شراعي سحيق التّداني؛

يُلقي أغانيه،

هل تسمعون؟:

حباني اشتياقِيَ عمر الثّبات

وعلّمني الموج  بأسَ الحنين

وصاغَ اصطباري من العاديات

حبالُ اعتصامي بروح اليقين

فيا موت صفّث بكلِّ الجهات

على الموت ترقى رؤى العاشقين