أنا سوري

نسيم جمال الخليل

نعم أنا سوري وتستطيع أن تميزني عن كلّ البشر

تجدني دائماً نازحاً نحو الأمل.. أبحث عن حلمي الضائع

بعيداً عن الفقر وجلد حبات المطر

أحمل في يميني شهادتي في علم البطالة.. وعدّ حجارة أرصفة الوطن

وبعض شهادات الخبرة والتأقلم مع اليأس.. والحزن والألم

وفي يساري حقيبتي المرتبة منذ قرن.. وجواز السفر

نحتت اسمي في ذاكرة كل الدول.. فالكل يعرفني

ويعرف إني وُلدت في زمان الضجر

نعم يا سيدي أنا سوري وتستطيع أن تميزني عن كلّ البشر

تعلمت أن أحمل في جيبي ورقة وقلم.. كي أسجّل تحركاتي وتحركات أصدقائي

وماذا قال أخي لأبي وماذا يفعل أبي مع أمي.. في غرفة السهر

فلا تتعجّب لكلامي فأنا جئت إلى بلادكم.. متسللاً أبحث عن الأمل

أبحث عن وطن.. أبحث عن كنز ضائع لأبي.. يوم تنازل وخضع لزمان الضجر

ولا تُتعب نفسك باستجوابي.. فقد تعلّمت في بلادي الاعتراف بذنوب كل البشر

فأنا الحجاج بن يوسف إن أردت.. وأنا قائد التنظيم الذي تبنّى تفجير القمر

فأرجوك أن لا ترحّلني إلى بلادي.. فهناك يموت الأمل

وأُدفَن تحت راياته الممزقة كما يدفن البقر.