وجهُ الطفلِ العراقيِّ قصيدةٌ خالدةٌ وشاهدةٌ

المأمون الهلالي

[email protected]

 ما أشدَّ الألمَ والحزنَ

اللذين تنضحُهما قسَمَة ُ هذه الطفلةِ العراقيةِ

العجفاء ؛؛؛

إنَّ وجهَها أوفرُ تعبيرًا من قصيدةٍ جَدلاء

يَنظِمُها أعظمُ

الشعراء .

إنَّ وجهَها أوضحُ علامةٍ على "صدقِِِِ" الغزاةِ

"الفضلاء" .!

إنَّ في وجهِها تذكرة ً

لمن كان له قلبٌ ميتٌ وإحساسٌ أجْدَبُ ،

ولكنْ ما الحِيلة ُ ؟

إذا كان "العالمُ المُتحضرُ"

يحملُ لنا أفئدةً مُخدَّرةً

وأحاسيسَ شوهاء ؟!

يستعرون غضبًا

إنْ رأوا قِطة ً ميتة ً

قد داسَها سكرانُ فأهلكها في ليلة ظلماء !

فلِمَ نراهم صُمًّا بُكمًا عميًا ومشاعرُهم جدباء

حين يرون جيوشَهم اليَقِظة َ

تسحقُ آلافاً من أطفالِنا الأبرياء

والشمس في كبد السماء ؟! ،

إنه لغزٌ يَحارُ فيه العلماءُ

والحكماء

إنَّ وجهَها دليلٌ قاطعٌ على زور المحتلين

"الأجلاء" ،

ولو عُرِضَ على محكمةِ عدلٍ لاكتفى به القضاةُ

الحُصفاء ،

لقد أبدع الغزاةُ إبداعًا مُذهلاً

لمّا نقشوا على وجْهِها

آثارَ الحضارةِ العوجاء

والإنسانيةِ العرجاء

اللتين يَزهُون بهما صباحَ

مساء ،

وسيرحلون مَدحورين ؛

وتبقى آثارُهم خالدةً

وشاهدةً على زُورِهم

وبطشِهم

وقهرِهم. ِ

يا لَلهِ لِأطفالِ العراق البؤساء.