تنهدات بصمت
مصطفى أحمد البيطار
وقفتُ هنا أتأملُ في فلكٍ بعيد..
فهبتْ عاصفةٌ.. فامتلأتْ عينايَّ بغبار الطريق..
فأردتْ البكاءَ لكنَّ الدمعَ تجمَّد..
والنبض تلبّد..
فسرحتُ إلى ذكريات ..
وطفقتُ أحلم في الأمنيات..
هل حقا رحلت ..? هل رقصت؟ ..
هل فرحت؟
أم أمطرت لؤلؤا بعد صمت؟
فسمعتُ صدى كلماتٍ بتنهدات ..
يُرددها فراغُ قلبٍ بلا فرح ..
فعدتُ مسرعا أصيخُ السمعَ..
أمدُّ يدي كغريق ..
أغوصُ في لجَّة الأوجاع..
ثم أصحو وأفيق ..
وأنادي مِنْ هنا.. أنا هنا..
لا أرحلْ .. و كان الدربُ طويلا..
لا أتعب.. وإنْ تباعدَ الوصول..
لا تخفْ .. لستَ وحيدا..
أمسكْ بيدي..
هذا سرُّ القلوب.. لم أرحلْ..
ولو ادلهمت منحنيات الدروب..
أيها المحبوب..
لم تمتْ إشراقهُ الأمل في روحيَ المسلوب..
سأبقى دافئ الشعور ..
وإن ارتاع قلبي بأمهات الأمور..
سأبقى بالأمل ..
لأطير ..
ولو حطمتني القيودُ.. وأمسيتُ كسير..
لتهمي السحب بماء غزير..
فترتوي الأرض..
وتشدو الطيور على هام الزهور..
حتى تورق الخضراء في الصخور..
وما زال القلبُ جسورا..
وبسحر الجمال مبهور
يا وطني..
يا حبي..
يا بلدي..
من أجلك أثور..