أعودُ مكللاً بالغار

منير مزيد / رومانيا

[email protected]

مهداة لهذا العالم المضطرب ... المشبع بالأنانية والبغضاء

ما أعظم أن تكون صادقاً في زمن يكون فيه الصدق سيفاً مسلطاً على رقبة الصادقين

و ما أعظم أن تشعل شمعة في لحظة حلول الظلام

و الأعظم أن تكون إنساناً في زمن اللإنسانية ... عاشقاً في زمن تقرع فيه الكراهية طبولها

أراني للمرة الأولى

 أُواجهُ حقيقةَ فنائِي بلغة الحب

 و السماء...

حبيبتي

الموتُ  غيمةٌ جائعةٌ  تحومُ بحثاً  عن طريدةٍ

لا أَستطيعُ مُقَاوَمَة مخالب جوعه القاتل

يلتقي جحيمي بسمائي في أحزاني

مهدداً بثورة نار الغضب ...

الحزن المدمى يَنْمو أكثرَ إفتِراساً

يفترسُ محاولات الضعف

و إغراءات الكسل ...

يُذكّرُني الآن بالموت

بالغربة والفراق

بانتظار النوارس على ضفاف القهر

وأن أعود مكللاً بالغار

لـ أجل عودة الحب و الشعر...

حبيبتي

تَظْهرُ صورةُ وجهِك الربيعي

 في سماء ذاكرتي

أحلاماً ملوّنةً ...مطرزةً برؤيا الأنبياء

 تعطي حزني أملاً بالإشراق على الجداولِ

تحولني نجماً قرمزياً يلمع في الأبديّة

ضوءه يَصْبُّ حكايتي

على جراح كُلّ محارب

بلسماً شافياً

و سموماً قاتلةً

 على أوهام محترفي الظلمة والخراب

" إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ انْتَهَكُوهَا " 

تجعلني محارباً.. تهديني خيولَ السماء

آه أيتها السماء الملبدة بغيوم أحزاني

المتلئلئة بنجوم قصائدي

لا تمنحي سحر وقدسية كلماتك

إلاّ لـ طفلك المدلّل ... أنا

اجعلي الرعد

البرق

وأقواس قوس قزح

أتباعي...

أنت أيها البحر المسافر وحيدا

 في قلبي

لا تشعل ثورتك

 إلاّ في قصائدي الملتهبة عشقا

أنت أيتها الريح الهاربة من حناء كفي

لا تهبي إلاّ وأنت تحملين كلماتي

 لقاحاً

تلقح كل زهور الأحلام

عاصفةً تكسر أغصان الظلمة

وأنت يا حوريـتي الساحرة

امنحيني

عطورك

فراشاتك

عصافيرك

أزهارك

لتكن جنداً لحربي...

الآن أيها الشعر

بعدما حررت كل عصافيرك

طهرت معبدك

من كل الجرذان والذئاب

وعِشتُ بما فيه الكفاية

اتركَني أَمُوتُ في آخر غيمة حزن

حياً في نعمة الأبدية

أنا الشاعر خالق الكلمات

والفارس الأول

بذور المعجزة والثورة

رضَعُت أفيونَ الفروسية

مِنْ نَهدٍ العشق والنار

جئت ومعي

أزهار

لا تذبل ولا تجف

أزهار من حدائق السماء

زرعتها في القلب والروح

أحلاما

تتدفق عسلا صافيا

يُشْفي كلَّ الأدرانْ

الظاهرة والباطنة...